الأمهات، وأرضها خصبة، وأهلها مياسير، وبقرب قرية وسيم غربى النيل قرية سماها أبو صلاح بونمروس، وسماها المقريزى أبا النمرس، وكان فى أبى النمرس كنيسة مارى جرجس، وسماها المقريزى كنيسة بوجرج، وهى التى هدمها المسلمون سنة سبعمائة وثمانين من الهجرة؛ بسبب ضرب الناقوس وقت صلاة الجمعة وتشويش بالهم عند استماع الخطبة، وكان السبب فى هدمها وفود بعض الفقراء الصوفية من أهل زيلع إليها، وبات بها فأخبر أن الناقوس يضرب/وقت الجمعة، فيمنع سماع الخطبة، فاستبشع تلك العادة، والتمس من السلطان شعبان هدم الكنيسة، فلم يجبه لذلك، لأنه كان يكرم الأقباط فذهب ذلك الصوفى إلى المدينة المنورة وأقام بها مدة، ثم عاد فى زمن الأتابك برقوق، ومعه أمر بإزالة تلك الكنيسة يزعم أنه عن النبى ﷺ، فقبله برقوق، وأمر بقفلها، ثم لما سعى الأقباط ببذل الرشا للتوصل إلى فتحها، أخبره المحتسب جمال الدين بذلك، فأمر بإزالتها بالكلية وبنى مسجدا مكانها وذكر المقريزى أن الأقباط جددوها بعد ذلك، وفى كتب الأقباط قيل: إن فى خط وسيم قرية تسمى فينجوات، ومعناها الزيتون. وقال بعضهم: إنها بعينها قرية وسيم، وقيل غير ذلك، وكثير من السياحين ومؤلفى الأقباط، قالوا: إنها على الشاطئ الغربى للنيل، والصحيح أن قرية الزيتون من مديرية بنى سويف، فى حدود مديرية الجيزة. وفى خطط المقريزى قال ابن عبد الحكم: وخرج عبد الله بن عبد الملك بن مروان أمير مصر إلى وسيم، وكانت لرجل من القبط، فسأل عبد الله أن يأتيه إلى منزله، ويجعل له مائة ألف دينار، فخرج إليه عبد الله بن عبد الملك، وقيل: إنما خرج عبد الله إلى قرية أبى النمرس مع رجل من الكتاب يقال له ابن حنظلة، فأتى عبد الله العزل، وولاية قرّة بن شريك، وهو هناك. فلما بلغه ذلك قام ليلبس سراويله، فلبسه منكوسا، وقيل:
إن عبد الله لما بلغه العزل رد المال على صاحبه، وقال: قد عزلنا، وكان عبد الله قد ركب معه إلى المعدية، وعدى أصحابه قبله، وتأخر فورد الكتاب بعزله، فقال صاحب المال: والله لا بد أن تشرّف منزلى، وتكون ضيفى،