إلى عود الأفضل إلى مصر بمكيدة دبرها عليه العادل، وخرج العادل فى أثره وواقعه على بلبيس فكسره فى سادس ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمسمائة، والتجأ إلى القاهرة وطلب الصلح، فعوضه العادل صرخد ودخل إلى القاهرة، وخلعه فى يوم الجمعة حادى عشر شوّال، وتسلطن هوباسم الملك العادل سيف الدين أبى بكر محمد بن أيوب.
وفى القرن السابع فما قبله وكانت هذه المدينة كما فى المقريزى، من مراكز الطير التى كانت تحمل البطائق إلى الملوك كناحية بيسوس وقطيا وغيرهما، على ما بيناه فى الكلام على أبراج الحمام عند ذكر منية عقبة.
[ترجمة فخر الدين محمد بن فضل الله]
وقال المقريزى أيضا: إن ناظر الجيش فخر الدين محمد بن فضل الله، بنى ببلبيس مارستانا، وفعل بها وبغيرها أنواعا كثيرة من الخير، كبناء المساجد وحياض الماء المسبلة فى الطرقات.
قال: وكان أوّلا نصرانيا وكان متألها فى نصرانيته، ثم أكره على الإسلام فامتنع، وهم بقتل نفسه وتغيب أياما ثم أسلم وحسن إسلامه، وأبعد النصارى ولم يقرب أحدا منهم، وحج غير مرة وتصدّق فى آخر عمره مدة فى كل شهر ثلاثة آلاف درهم نقرة، وزار القدس مرارا، وأحرم مرة من القدس بالحج وسار إلى مكة محرما، وكان إذا خدمه أحد مرة واحدة صار صاحبه طول عمره، وكان كثير الإحسان لا يزال فى قضاء حوائج الناس مع عصبية شديدة لأصحابه، وانتفع به خلق كثيرون/لوجاهته عند السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون. وكان أوّلا كاتب المماليك السلطانية ثم ولى نظر الجيش، ثم صارت المملكة كلها له من أمور الجيش والأموال وغيرها، إلى أن غضب عليه السلطان وصادره على أربعمائة ألف درهم، ثم رضى عنه وأمر بإعادة ما أخذه منه فامتنع، وقال:
أنا خرجت عنها للسلطان فليبن بها جامعا، فبنى بها الجامع الجديد الناصرى، وكان موته