للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، وله من العمر ما ينيف على سبعين سنة، وترك موجودا عظيما إلى الغاية. وقال السلطان لما بلغه جوابه: لعنه الله خمس عشرة سنة ما يدعنى أعمل ما أريد، وأوصى للسلطان بأربعمائة ألف درهم نقرة، فأخذ من تركته أكثر من ألف درهم، ومن حين موته كثر تسلط الملك الناصر على أموال الناس، انتهى.

وفى حوادث سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة من تاريخ ابن إياس (١)، أن السلطان طومان باى لما تحقق وصول ابن عثمان إلى بلبيس رسم بحرق الشون التى فى بلبيس وما حولها، حتى الشون التى فى الخانقاه، فحرقوا أشياء كثيرة من التبن والدريس والقمح والشعير والفول وغير ذلك، لئلا ينهبه عساكر ابن عثمان لخيوله فتقوى عساكره على القتال، وصار العرب يقطعون رؤس العثمانية الذين يظفرون بهم فى الطرقات فيرسلها السلطان إلى المدينة وهو يومئذ فى وطاقه جهة المطرية، انتهى.

وفى الجبرتى فى حوادث سنة تسع عشرة ومائتين وألف (٢)، أن أمراء المماليك لما صار خروجهم من مصر واجلاؤهم منها واستيلاء عساكر الأرنؤد وعاثت المماليك فى البلاد بالفساد، ومعهم طوائف العرب-كما ذكرنا فى عدة مواضع من هذا الكتاب كالوايلى وغيره-ذهبت طائفة منهم إلى بلبيس فحاصرهم بها كاشف الشرقية يومين ثم تغلبوا عليه، ونقبوا عليه الحيطان، وقتلوا من معه، وأخذوه أسيرا ومعه اثنان من كبار العسكر، ثم نهبوا البلد وقتلوا من أهلها نحو المائتين وحضر أبو طويلة، شيخ العائذ، عند الأمراء وكلمهم على ترك النهب، وقال لهم: هذه الزروعات غالبها للعرب، والذى زرعه الفلاح فى بلاد الشرق شركة مع العرب، مع أن هبود العرب الواصلين معهم ليس لهم رأس مال فى ذلك، فكفوهم وامنعوهم ويأتيكم كفايتكم، وأما النهب فإنه يذهب


(١) بدائع الزهور فى وقائع الدهور. لابن إياس تحقيق د. محمد مصطفى، مركز تحقيق التراث ج ٥ ص ١٤٢.
(٢) تاريخ الجبرتى، المرجع السابق ج ٣، ص ٣١١.