وبعد مضى أربع وعشرين سنة، من ابتداء سنة ١٨٤٩ ميلادية، بلغ عدد السفن الواردة على ذلك الثغر فى سنة ١٨٧٢ ميلادية قدر ما كان يرد قبل ذلك ثمان مرات.
وكما أن القتال لم يعطل حركة التجارة فى هذا الثغر، لم يعطلها فى غيره من الثغور.
وبسبب المساعى المثمرة من الحكومة الخديوية فى الأقطار المصرية والسودانية كثر سير التجارة فى البحر الأحمر، وعما قليل تقارن تجارة البحر الأبيض، وتعود إلى هذا الطريق شهرته القديمة التى أضاعتها حوادث الزمان، لأن السواحل السودانية بلغت بهمته السنية ما لم تبلغه فى زمن قبله، فإنك ترى السفن الحربية والتجارية داخلة وخارجة من مين البحر الأحمر.
مطلب فى بيان عدد السفن الواردة على
مينا سواكن والقصير ومصوع
وقد بلغ عدد السفن المترددة على هذه المين فى سنة ١٨٧٢ ميلادية ١٦٤٠ سفينة، ما بين بخارية وشراعية، وبلغ ما كان بها من البضائع فى ظرف هذه السنة ٨٥٥٨٠ طونولاتو وبيان ذلك:
سفينة حمولة
مينا سواكن\٣٥٢\ ٨١٠٣
مينا القصير\٨٧٢\ ٤١٢٢٤
مينا مصوع\٤١٦\ ٣٦٢٥٣
وأما المراكب الصغيرة ذات الشراع، فقد دخل منها إلى مينا مصوع فى هذه السنة ١٤٠٢، حاملة ١٤٢ طونولاتو، وبلغ عدد الركاب فى تلك السنة قريبا من ستة عشر ألف نفس غير العساكر، وينسب إلى المين الأخر ما يقرب من ذلك.