للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيه النار، فلما أحس الملك بذلك وأولاده وزوجته، تداولوا فى الخلاص، فانحط رأيهم على أن يجعلوا ولدين من الأولاد فوق الجمر كالجسر يمرون عليهما وأطاع الأولاد لذلك، ووقع منهم اثنان على النار، ومروا على ظهورهما، ونجوا واحترق الولدان. ثم عاقب الملك أخاه عقابا شديدا. وبعد ذلك/استعمل الأسرى فى المبانى وحفر الترع وعمل الجسور، وكانت قبل ذلك أرض مصر مستوية سهلة لمرور الخيل والعربات، فصارت من وقعته مشحونة بالموانع من الجسور والخلجان، وكانت البلاد البعيدة عن النيل بعد هبوطه محرومة من الماء العذب ولا يشربون إلا ماء الآبار.

وقال ديودور: إن سيزوستريس حفر فى أرض مصر من منفيس إلى البحر الرومى عدة خلجان يجرى بها النيل لتسهيل التجارة بين البلاد وتحصينها من العدوّ، وجعل لكل من أهالى مصر قطعة من الأرض مربعة، وفرض عليهم خراجا سنويا، فإن أخذ النيل من أرض أحدهم شيئا نقص من الخراج بنسبته.

وما قاله هيرودوط نقله أيضا ديودور ببعض تغيير فقال: إن سيزوستريس لما حضر من غزو الشام أقام بقرب الطينة، فعمل له أخوه وليمة جمعه فيها مع أولاده وزوجته، وبعد استغراقهم فى النوم جعل حول الخيمة حطبا وأوقد فيه النار لإحراقهم، فاستيقظ الملك ومن معه، فطلب من الإله النجاة ونذر لذلك نذرا، فنجوا جميعا ووفى بنذره.

وزعم بعض شارحى كتاب هيرودوط أن سيزوستريس سابق على موسى ، وأنكر ذلك كثير من العلماء، وحقق أن مجاوزة البحر ببنى إسرائيل سابقة على زمن سيزوستريس بمائة وخمس وسبعين سنة، وعلى مقتضى حساباتهم من أن بين مجاوزة البحر والمسيح ألفا وخمسمائة وإحدى وثلاثين سنة، يكون جلوس سيزوستريس على تخت مصر قبل المسيح بألف وثلثمائة وست وخمسين سنة.

(ا. هـ)

[(دفينة)]

قرية من مديرية البحيرة هى رأس قسم موضوعة على الشاطئ الغربى لفرع رشيد، وفى شمال فزارة بنحو ثلاثة آلاف متر وفى الجنوب الشرقى لمحلة الأمير بنحو خمسة آلاف متر. وبها جامع بمنارة، وأبنية صالحة وديوان القسم،