وفى كل ساعة يقوم من إسكندرية قطر إلى الرمل، وفى كل نصف ساعة يقوم قطر من الرمل إلى إسكندرية، وفى كل قطر عمال من طرف البوستة، لنقل المكاتيب وأوراق الحوادث وغيرها، وأجرة الركاب بحسب الدرجات، فعلى من يركب فى عربات الدرجة الأولى خمسة قروش، ومن يركب الدرجة الثانية أربعة قروش، ومن يركب الدرجة الثالثة ثلاثة قروش.
مطلب الشارع الذى أوّله باب رشيد وآخره حدود الملاحة
ومما أكد الرغبة فى سكنى جهة الرمل، ما أحدثه الخديو من المبانى هناك، بقصد إقامته وإقامة الفاميلية فى فصل الصيف، فإنه نشأ عن ذلك فتح شارع عظيم فى وسط التلول المقابلة لباب رشيد، وأوله باب رشيد. وينتهى إلى حدود الملاحة بأول أطيان قرية المندرة، ويمر بسراى الرمل الخديوية، وطوله من باب شرق إلى السرايا ٤٠٠٠ متر فى عرض ١٢ مترا، ومن السرايا إلى الملاحة ٤٠٠٠ متر فى عرض ٨ أمتار، وقد غرس فى جانبيه الأشجار المظلة، وعمل طريق من الملاحة إلى ترعة المحمودية إلى أوله من الرمل وطوله ٢٠٠٠ متر وعرضه ١٠ أمتار، فقربت بذلك المسافات فى المدينة ولواحقها، وسهلت على الراكب والماشى، وزاد الأمن وزالت الوحشة بما رتب فى الطريق من البسط العسكرية وزيادة الخفر، وتنظيف الطرق والمسالك القاطعة لهذا الشارع والمتفرعة منه إلى ما حول المدينة وشاطئ المحمودية.
ومن الأعمال الجليلة، تجفيف جزء عظيم من البحيرة قريب/من تلك الجهة لتزول العفونة، وتقل الرطوبة وتتسع أرض المزارع التى حول الإسكندرية، وتتجدد بساتين وحدائق تزيد فى رونق المدينة وبهجتها، وتكثر بها ميادين النزهة.