للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الانتظام والرونق والبهجة فى منازلها، وقصورها الجمة، وشوارعها وحوانيتها المشتملة على نفائس التجارات، بعد أن كانت هذه البقعة عبارة عن كثبان من الرمل وأرض غير منتفع بها، وما كان يزرع منها إلا القليل، وبعد أن كان الغيط الذى سعته ثمانية أفدنة أو تسعة أو عشرة لا يزيد حكره عن ثلاثة قروش، صار الآن أرضا لا يباع منها إلا بالذراع والمتر من ريال إلى نصف بينتو، وما ذاك إلا لكونها صارت من أعمر الأماكن لسكنى المعتبرين من التجار والأمراء بها.

وبها البساتين المشتملة على جميع أنواع الأشجار والأزهار والرياحين، وقد بلغ عدد سكانها الذين يقيمون بها-فى وقت الصيف-قريبا من ٧٠٠٠ نفس، وفى وقت الشتاء على نحو النصف من ذلك.

وأول من اشترى فى الرمل الخواجا (سيزينيا) فإنه اشترى من ملك عائلة أبى شال، وكان لهم أرض متسعة. جانبا عظيما بمبلغ ٦٠ كيسة، والآن قد اشترت منه الحكومة شريطا من الأرض لوضع السكة الحديد عليه، ودفعت فى قيمة المتر ٥ فرنكات ونصفا، فعلى ذلك تكون قيمة الفدان الواحد ٢٣١٠٠ فرنك.

ومما زاد فى الرغبة فيها وأكد أمر السكنى بها، إحداث السكة الحديد بينها وبين المدينة الأصلية، فإنها سهلت على الناس الانتقال منها وإليها وبالعكس، ففى كل أوقات السنة لا ينقطع التردد إليها، ومن يقيم بها من الأغراب يجد جميع ما تطلبه نفسه، خصوصا اللوكاندة التى أحدثت هناك فإن بها كل ما يلزم مع الراحة والأمن، وفى الرمل ناد تجتمع فيه الناس يومى السبت والأحد من كل أسبوع، ويشنفون مسامعهم بسماع الألحان والأصوات الحسنة، وبها أيضا ثلاث كنائس: واحدة للكاثوليكيين، وواحدة للأروام، وواحدة للأمريكيين.

ومن المدارس ثلاثة لتربية الصبيان: واحدة على ذمة الأروام، وأخرى للفرنساوية، وأخرى للتليانيين.