سنة ثمانين بأمر كريم للتوجه إلى جهة قوله لعمل خرطة الأورمان، فسافر إليها ووفى ما طلب منه وعمل خرطتها، وفى أثناء ذلك قطع من الأورمان ستين ألف قطعة خشب طاشيور، وأرسلها إلى مصر لزوم مد الخطوط التلغرافية المصرية، وأنعم عليه هناك قائمقام، وبعد سبعة أشهر من غيابه حضر إلى مصر وتعين باش مهندس سكة حديد قسم المحروسة، ومأمور عموم سكك الحديد الزراعية للجفالك السنية بالوجه القبلى، وأنعم عليه فى تلك المدة برتبة أمير الاى، ثم رفع من الخدامة وأقام بمنزله نحو سنة، ثم صدر أمر كريم بقيده في ديوان المالية، وأحيل عليه مباشرة أشغال سراى الجزيرة فأقام كذلك عدة أشهر، وأحسن إليه بجميع ما كان مرتبا له، ثم انتقل إلى ديوان الأشغال العمومية، وهو إلى الآن من رجال هذا الديوان المعول عليهم فى أشغاله، وهو إنسان حسن السير والسيرة ديّن صالح محب للصلحاء والعلماء.
ومنها يوسف أفندى القرضاوى بوظيفة ناظر نصف أول بجفلك سنهور المدينة، تعلق ذات العصمة والدة الخديوى إسماعيل باشا سنة إحدى وثمانين، ومنها إبراهيم أفندى المستكاوى بوظيفة ناظر نصف ثانى جفلك سنهور أيضا، ومحمد أفندى زقزوقة بوظيفة قبطان بالبحرية.
[ترجمة جعفر بن إبراهيم]
ومن علمائها الشيخ جعفر بن إبراهيم، ترجمه السخاوى فى «الضوء اللامع»، فقال: جعفر بن إبراهيم بن جعفر بن سليمن بن زهير بن حريز بن عريف بن فضل بن فاضل؛ أبو الفتح القرشى الدهنى السنهورى القاهرى الأزهرى الشافعى المقرى، ولد سنة عشر وثمانمائة تقريبا بسنهور المدينة ونشأبها، ثم فارقها إلى المحلة عند أبى عبد الله الغمرى فقرأ القرآن بجامعه، ثم تحول إلى الأزهر وجمع للسبع على جماعة من القراء، منهم الشهاب الإسكندرى والتاج الطوخى والنور الإمام الشهاب الطلياوى، ثم اشتغل بالحديث والفقه والأصلين والعربية والفرائض والحساب، ومن أشياخه: العلاء