العلمية والعملية، وفى سنة ستين انتخب سبعة من متقدمى الفرقة الأولى من المدرسة للسفر مع أنجال العزيز محمد على باشا إلى بلاد فرانسا؛ لتعلم العلوم العسكرية، فكنت أنا وهو من جملتهم، وكذلك أخذ من غير هذه المدرسة كمدرسة الطوبجية التى بطرا والسوارى بالجيزة والمكتب العالى بالخانقاه ومدرسة الألسن بالأزبكية، غير من طلب التوجه برغبته من الدواوين وخلافها، فسافرنا وأفرد لنا محل مخصوص بباريس، بمن يلزم من الضابطان العسكرية والمعلمين، فأقمنا فيه جميعا، وبعد سنتين انتقل المتقدمون منا فى العلوم إلى المدارس الخصوصية، فكان المترجم ممن بقى بالمدرسة الأولى، ثم بعد إبطالها بقى بباريس للاستعداد للدخول فى مدرسة مهندسخانة، ثم دخلها فأقام بها سنتين، ثم انتقل إلى مدرسة القناطر والجسور فأقام بها أربع سنين، كان فى كل سنة منها يقيم ثمانية أشهر فى التعليم وأربعة أشهر يسافر فيها للأرياف؛ لمباشرة الأعمال الجارية فى البلاد، مثل القناطر والأبحر والمين وسكك الحديد والورش، فسافر إلى مرسيليا ومدينة طولون ومدينة سيت؛ لمناظرة أعمال مين تلك الجهات التى على البحر الرومى، وسافر أيضا إلى مدينة مونبيلية ومدينة نيم؛ لمناظرة أشغال سكة الحديد الواصلة بينها وبين مدينة سيت، وسافر إلى مدينة ترسكون فوق نهر الرون لنظر القنطرة التى كان جاريا إنشاؤها على ذلك البحر للزوم سكة الحديد التى بين باريس ومرسيليا، وطول تلك القنطرة يقرب من ألف متر وجميعها من الحديد، ما عدا البغال فإنها من البناء المتين وبين كل بغل والآخر مسافة ثلاثة وستين مترا، ويمر عليها ثلاث خطوط للسكة الحديد، وسافر إلى جهات أخر ثم حضر إلى مصر سنة سبعين، وتعين بمعية موشلى بيك فى فرع السويس، وأحسن إليه برتبة صاغقول أغاسى بمرتب ألف ومائتى قرش، واستمر فى هندسة السكة الحديد إلى سنة تسعين.
وبمقتضى أمر كريم تعين مستقلا لرسم سكك حديد الفيوم، وهو الذى عمل خط دسوق وخط الصالحية، وفى أثناء خدمته فى تلك الوظيفة تعين فى