كشف له عن صاعقة تنزل على سنهور من السماء تحرقها بأهلها، فخرج منها بأهله ومن تبعه، وهلك الناس فى أسواقهم وبيوتهم أجمعون، فهى إلى الآن خراب وعمروا خلافها، وكانت مدينة عظيمة رأوا سقوفها مرصصة فوق الظهور بالحرير (١) بدل الحصر والأنخاخ.
وحكى لى سيدى على الخوّاص أن سيدى محمد بن هرون سلبه حاله مرة صبى القراد؛ بسبب أنه كان إذا خرج من صلاة الجمعة تبعه أهل المدينة إلى داره، فمر بصبى القراد وهو جالس تحت يفلى خلقته من القمل وهو مادّ رجليه، فخطر فى سر الشيخ أن هذا قليل الأدب؛ يمد رجليه ومثلى مارّ عليه، فسلب لوقته وفر الناس عنه، فدار فى البلاد إلى أن رد الله عليه حاله، وكان ذلك عبرة له وعتابا على ما خطر بباله أن له مقاما وقدرا، انتهى. وإلى الآن يعمل له مولد كل سنة وله مرتب بالروزنامجه، فى كل شهر مائتان وثلاثة وتسعون قرشا.
ومقام الشيخ على الفصيح ومقام الشيخ نصر الدين ومقام الشيخ محمد السعودى ومقام الشيخ محمد الرباطى ومقام الشيخ محمد فخر الدين الحيطاوى فى بحريها بنحو ربع ساعة، وبها مكاتب لتعليم القرآن الشريف، وجملة بساتين ذات فواكه، ومعملان للدجاج أحدهما: لبسيونى محمد الصغير وشركائه، والثانى: لناظر زراعة والدة باشا، وأهلها مسلمون وكثير منهم يحفظ القرآن وترقى منهم جملة فى المناصب، فمنها الأمير حسن بيك نور الدين بن محمد نور الدين ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، ولما أنشئت المكاتب الأهلية، فى بلاد الإقليم المصرى بأمر العزيز محمد على باشا-أخذ وأدخل فى مكتب كفر مجر-بجوار هذه البلدة. وبذلك الكفر قصر للعزيز محمد على باشا كان ينزل فيه أحيانا، ثم بعد سنتين انتقل إلى مكتب طندتا فأقام به سنة، واختبر مع من اختبر إلى مكتب قصر العينى، فأقام به إلى أن انتقل إلى أبى زعبل فأقام به إلى سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، فانتقل إلى المهندسخانة ببولاق، وكان فى فرقتنا التى كنا فيها فأقام خمس سنين تمم فيها دراسة علومها الرياضية
(١) كذا بالطبعة الأولى، ولعلها «بالجريد». أحمد خلف.