[فائدة فى إجمال ما سنفصله فى خطط القاهرة وما يتعلق بها]
[مطلب جغرافية القاهرة وضواحيها]
اعلم أيدك الله أن القاهرة، وهى تخت الأقاليم المصرية، واقعة بين الأقاليم البحرية، والأقاليم القبلية، فى عرض ثلاثين درجة ودقيقتين وإحدى وعشرين ثانية شمالا، وفى طول ثمانية وعشرين درجة وثمانية وخمسين دقيقة وثلاثين ثانية شرقى مدينة باريس - تخت مملكة فرانسا - وبعدها عن القناطر الخيرية خمسة فراسخ، وارتفاع أرضها بقرب النيل بالنسبة لسطح مياه المالح تسعة عشر مترا ونصف، وفى غربيها على النيل ثغر بولاق، وفى قبليها على النيل أيضا مصر العتيقة.
ومدينة القاهرة مبنية فى سفح جبل المقطم، وأرضها آخذة فى الارتفاع إلى قلعة الجبل.
ولو فرض أن مستوى مياه النيل الأعظم فيضان حصل لوقتنا هذا، وهو عشرون مترا ونصف فوق سطح مياه المالح، امتد إلى الجبل وإلى شبرا، الواقعة بحرى القاهرة، لنتج أن جزء المدينة المحصور بين الشاطئ الغربى للخليج من ابتداء قنطرة السد عند فم الخليج، إلى ترعة الإسماعيلية وبولاق جميعها وما جاورها من الأرض، كل ذلك يكون تحت هذا المستوى - ما عدا مزلقان كبرى قصر النيل، فإنه يكون جميعه فوق المستوى بقدر ثلث متر فى أوله وثلاثة أمتار فى آخره عند القنطرة.
وتكون قنطرة فم الإسماعيلية عند قصر النيل فوق المستوى المذكور بقدر مترين وثلث وأما القنطرة الثانية الواقعة على طريق بولاق، بقرب قصر النيل، فيكون ارتفاعها فوق هذا المستوى بقدر متر وثلث، ويكون ارتفاع القنطرة الواقعة على جسر أبى العلاء فوقه بقدر متر وثمانية أعشار متر، وجسر أبى العلاء، من ابتداء القنطرة إلى البحر يتقابل مع المستوى