للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا تكتفى بذلك بل تجعل التلى طرازا تحت الجيب حتى يحازى الطراز فرجها، وتجعله فى هيئة شجرة أو قرصا قدر الرغيف، وتجعل على كتفيها كذلك، وتطرز به خياطات الدرع، وكذلك يجعلن فى ضفائر رؤسهن فروع الحرير الأحمر المضفورة، فتجعل ضفائر رأسها نحو عشر ضفائر، وتجعل فى كل ضفيرة فرعا فيه ثلاث خيوط مضفورة وترخيه من خلفها فيبلغ كعبيها، وربما خرجت كذلك، لتستقى من البئر أو من البحر، لأن عادة أكثر البلاد أن الاستقاء على النساء، فيخرج كثير من النساء متبرجات بزينتهن، ويعدون استقاء الرجل عيبا وهذا فى غير الأكابر. وأما الأكابر فلا تخرج نساؤهم بل لهم خادم سقاء من الرجال، لكن لا يتحرجون من دخوله، بل يدخلون البيوت من غير استئذان، وكذلك باقى الخدمة لا سيما النصرانى، فيدخل بيت بدويه فى أى وقت من غير استئذان، بل يعدون الاحتجاب منه عيبا، احتقارا له كالعبد المملوك.

[(بنها)]

مدينة هى رأس مديرية القليوبية على الشاطئ الشرقى لبحر دمياط، فى غربى آثار مدينة اتريب، ويقال لها بنها العسل لما سيأتى. وبها ديوان المديرية، والمجلس، والضابطية، وحكيم باشا، وياشمهندس، والمحكمة الشرعية. وبها سوق دائم وحوانيت مشحونة بالمتاجر فى الشارع الموصل لديوان المديرية والمحطة. وبها وكائل ومساجد عامرة أحدها بمنارة. وفيها أبنية مشيدة، وفى بحريها سراى المرحوم سعيد باشا التى بناها عباس باشا لنفسه، وهى التى استشهد فيها، ثم اشتراها سعيد باشا، وهى الآن فى ملك ورثته. وبجوار السراى محل كان معدا لنزول المسافرين، والآن بنى به الخديوى إسماعيل المدرسة الأهلية لتعليم الأطفال اللغاب والرياضة والخط والقرآن، وفيها نحو مائتين من أولاد الأهالى، يصرف عليهم من الإحسانات الخديوية مع ما هو مفروض على أهالى الأغنياء منهم جريا على قوانين المكاتب الأهلية، وعندها محطة حافلة للسكة الحديد على الفرع الطوالى وفرع الزقازيق، وعندها أيضا كبرى حديد موضوع على البحر يمر عليه وابور السكة الموصل إلى الإسكندرية. وبها أرحية تديرها جيوأنات، ووابورات لحلج القطن والطحين لجماعة من الدول المتحابة، وبها معاصر للزيت لبعض أهاليها.