للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يرونها مصلحة لها، فيخلط على الويبة الذرة نحو نصف صاع من الحلبة. ومن أفخر فطوراتهم القدوسية وتسمى بالسكسكية، وقد سبق وصفها فى الكلام على أم دومة (١).

ويطبخون فى قدور النحاس وأبرمة الهمر، وهى أوانى/على هيئة القدور الصغيرة، تتخذ من الطين المخلوط بالهمر، وهو نوع من الحجر ناعم يسحق ويخلط به الطين فيكون هو النصف أو أكثر. وكذا يأكلون فى أوانى من الهمر تسمى المراجيس، ويستعملون كثيرا من أنواع الفخار، مثل الطواجن والمواجير والزبادى والقلل والكيزان-التى تسمى عندهم المناطيل-يشربون فيها، ويعجنون فى القعاديات-وهى مواجير كبيرة تسع الواحدة ويبة عجين وأكثر-وكانوا فى السابق يستعملون النحاس قليلا.

وبالجملة فأغلب ما يستعمله أهل تلك البلاد وغيرها من بلاد القطر، من ملبوس وغيره، كان من مصنوعاتهم من منسوج الكتان والقطن الغليظ ونحو ذلك، وكان الوارد من البلاد الأجنبية قليلا.

ولما جاءت العائلة المحمدية وحصلت الألفة بين مصر والبلاد الأجنبية، تواردت الأشياء من تلك الجهات، وكثرت فى مصر الخيرات والبركات، فلبس أهل مصر الملابس الفاخرة، فلبست نساء الأكابر الطرابيش عليها أقراص الذهب وعصائب الحرير المحلاوى، وملاآت الحرير والثياب الحرير الإسكندرانى الذى ينسج من الحرير الغليظ فى ناحية ادكو، وبعضهم يلبس ثياب المقصب ورقائق الحرير، بعد أن كن يلبسن على رؤسهن البرانس القطن المرصعة بالودع. وصار الرجال يلبسون الجوخ والقطانى، ويتعممون بالشاش الرفيع، وكان استعمال التلى قليلا فكثر-وهو خيط الفضة-تجعله نساء الصعيد فى الثياب، فيجعلن فى الثوب من مثقال فأقل إلى ثلاثين مثقالا، فتخيط به المرأة جيب درعها نحو إصبعين من كل جهة، وتجعل الجيب مستطيلا يبلغ سرتها.


(١) انظر الخطط التوفيقية ط ٢، مركز تحقيق التراث ١٩٩٠، ج ٨، ص ٢٧٢.