للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النيل الغربى-وقيل إنه أكلها مرارا ثم تباعد عنها الآن-وهى أصغر من بنجا وأغلب أبنيتها من الطين، وجدد فيها الآن بناء الآجر واللبن، ونخيلها كثير ومساجدها عامرة ويزرع فى أطيانها البطيخ والدخان والذرة النيلية، وفى بحريها قرية العتامنة، ثم قرية مشطا.

ومن عوائد تلك القرى ككثير من البلاد المجاورة لها، أن يلبس أغلب الرجال قلانس من صوف أبيض تسمى باللبدة تصنع فى بندر طهطا والغنائم وطما-وصنعة الغنائم أجود وأرغب عندهم-فيتخيرون الصوف الأبيض الناعم ويندفونه ثم يفرمونه كفرم الدخان المشروب، ثم يصنعونه بالصابون، فيديم الصانع دلكه بالصابون حتى يتلبد ويصير بالهيئة المطلوبة، ويتنافسون فى تحسينها وتقويتها-حتى قيل إن بعض اللبدات يقف الرجل عليها ولا تثنى-وبعضها يجعل صنوبرى الشكل، والأغلب ما يكون أعلاه كأسفله فى السعة أو أضيق قليلا، ومنهم من يتعمم بالبلين-بشد اللام-وهو ما ينسج من غزل الصوف الأبيض الغليظ، وقد يكون فيه خطوط سود، ويجعل عرضه نحو ثلث ذراع فى طول نحو خمسة أذرع، ويكون نسجه مسترخيا ووزنه أكثر من نصف رطل، ويجعلون للعمامة قبلة، ويجعلونها ذات اعوجاج، لها زاويتان عن اليمين وعن الشمال، وقد قل ذلك اليوم، وكاد لا يوجد. ويلبسون ثياب الصوف بجميع ألوانه زعابيط ودفافى، إلا الأبيض فلا يجعل زعبوطا إلا مصبوغا بالنيلة ونحوها، ومنهم من يلبس تحت الصوف ثوب قطن أو كتان فيكون الصوف دثارا والقطن شعارا، ومنهم من يلبس الصوف منفردا وهم الفقراء، بل فقراء النساء ربما لبسن الصوف منفردا. فقد قيل إن نساء ناحية شطورة كن قبل زمن العزيز محمد على لشدة فقرهن يلبسن زعابيط كهيئة زعابيط الرجال، فكانت لا تميز ملبوسها من ملبوس زوجها إلا بالرزة، وهى الخرزة التى تجعلها فى جيبها والعروة التى تدخل فيها.

ومؤنتهم فى الغالب الذرة والشعير وقليل القمح، ويخلطون الذرة بقليل من الحلبة