وقد تلقى طرقا من طرق السادة الصوفية رضوان الله عليهم عن أكابر من أفاضل المشايخ الواصلين؛ فمن ذلك طريق السادة الخلوتية عن الحسيب النسيب المجمع على ولايته وكرامته وعلو مكانته الشيخ على حكشة، المدفون عند ضريح السلطان أبى العلا ببولاق، وشاهد صاحب الترجمة كثيرا من كراماته الظاهرة، ومكاشفاته الباهرة، وانتفع على يديه. وتلقى الشيخ على حكشة ﵁ عن شيخه العارف بالله تعالى الولى الكامل الشيخ صالح السباعى، الموجود مقامه عند باب مقام شيخه القطب الكبير الشيخ أحمد الدردير - الشهير بمالك الصغير - عن الشيخ الدردير المذكور، عن مشايخه المذكورين فى كتابه «التحفة» بالسند المتصل إلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب ﵁ وكرّم وجهه، إلى رسول الله ﷺ. وقد نظم رجال سلسلة هذه الطريقة فى منظومة له طبعت سابقا، وهى من أول نظمه.
وهذا آخر ما أردنا إيراده من ترجمته فسح الله فى أيام مدته.
وهذا وصف جهة اليسار من شارع السيوفية، وأما من جهة اليمين:
[زاوية المضفر]
فبها زاوية المضفر عرفت بذلك لأن تجاهها ضريح الشيخ المضفر، وكانت أول أمرها مدرسة أنشأها الأمير حرمان الأبوبكرى المؤيدى، فيها قبره، وقبر الشيخ أسد - كما ذكره السخاوى فى «تحفة الأحباب» - وهى موجودة إلى الآن، ولها منبر وخطبة ومطهرة ومراحيض وبئر، وفيها قبور، وشعائرها مقامة من جهة ورثة المرحوم محمد على باشا.
قلت: وخلف هذه الزاوية حوش كبير كائن بجوار دار حرم المرحوم محمد على باشا من أولاد جنتمكان العزيز محمد على باشا - جد العائلة الحاكمة فى وقتنا هذا - وهذا الحوش ممتد خلف الدكاكين المجاورة للزاوية من الجهة البحرية التى أمام بيتنا إلى قريب من بيت الأسطى محمد الشكلى الخيّاط الذى تجاه بيتنا المذكور.
وقد شاهدت عند هدم تلك الدكاكين وهدم مساكن الحوش أساسات ممتدة إلى الزاوية، ومتصلة بها، وشاهدت أيضا بعض بوائك كانت داخلة فى ضمن بعض المساكن، وهى بالحجر الفص الكبير تدل على أنها بعض آثار المدرسة الأبوبكرية المذكورة، ويظهر أن الأيدى تسلطت مع الزمن على هذه المدرسة، فصارت ضمن الحوش ولم يبق منها إلا الزاوية الموجودة الآن.