للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان بجوار باب الجوهرية هذه منظرة الجامع الأزهر - كما ذكره المقريزى - حيث قال: وكان بجوار الجامع الأزهر من قبليه منظرة تشرف على الجامع يجلس الخليفة فيها ليالى الوقود. (اه).

وباب الأزهر البحرى الذى كان يدخل منه الخليفة موجود إلى الآن، غير أنه مسدود.

[زاوية العميان]

وأما زاوية العميان فهى خارج مدرسة الجوهرية بينهما ممر من الحجر يمشى عليه المتوضئون من ميضأتها، وهى - كما فى الجبرتى - من إنشاء المرحوم عثمان كتخدا والد المرحوم عبد الرحمن كتخدا (١) وذلك أنه كان قد تقلد الكتخدائية، واشتهر ذكره. ولما وقع الفصل فى سنة ثمان وأربعين ومائة وألف، ومات الكثير من أعيان مصر غنم أموالا، وعمر عدة عمائر، منها هذه الزاوية، وهى تحتوى على أربعة أعمدة وقبلة وميضأة ومراحيض، وفوقها ثلاث أود للعميان لا يسكنها غيرهم.

وكانت المشيخة أولا على هذا الجامع للسادة المالكية، ثم للسادة الشافعية، ثم انتقلت اليوم إلى السادة الحنفية، وأول من أخذ بها، وتقلدها الشيخ محمد المهدى العباسى الحفنى الحنفى، فسار فيها سيرا جميلا، ودان له الخاص والعام من أهل الأزهر، وزاد الأمراء فى تعظيمه، وقلّت على يديه الشرور والمفاسد.

[جامع محمد بيك أبى الذهب]

وتجاه الجامع الأزهر هذا جامع محمد بيك أبى الذهب ليس بينهما فاصل إلا الطريق، وهو معلق يصعد إليه بدرج، وله ثلاثة أبواب، وبداخل الباب الأول طرقة موصلة إلى مقصورة الجامع وإلى التكية والميضأة. ولهذه المقصورة ثلاثة أبواب، وبها ثمانية شبابيك من النحاس، ومنبر مطعم بالصدف، وسقفها معقود بالحجر، عبارة عن قبة كبيرة مرتفعة وبخارجها من الجهة اليسرى فى نهاية الرحبة تربة الأمير محمد بيك أبى الذهب عليها مقصورة من النحاس الأصفر يعلوها قبة صغيرة، وبجواره تربة ابنته عديلة هانم، وبحذاء ذلك خزانة الكتب.

وذكر الجبرتى أن زوجة إبراهيم بيك الكبير دفنت مع أخيها محمد بيك أبى الذهب فى مدرسته، ثم ذكر فى حوادث سنة تسع وثمانين ومائة وألف أن الأمير محمد بيك أبا الذهب


(١) والد عبد الرحمن كتخدا اسمه حسن جاويش القازدغلى كما هو مذكور فى ترجمته بتاريخ الجبرتى ج ٢ ص ٥.
وإنما أوقع المؤلف فى هذا الوهم قول الجبرتى فى ترجمة عثمان كتخدا (ج ١ ص ١٦٨) «ومات الأمير عثمان كتخدا القازدغلى تابع حسن جاويش القازدغلى والد عبد الرحمن كتخدا» فظن أنه والده مع أنه تابع والده.