والآن أكثر الحجاج يسافرون فى سكة الحديد على طريق السويس، ومع ذلك لم تنقص حركتها، ولم يقل خيرها لكثرة الناس والخيرات بكل جهة فى عهد الخديوى إسماعيل باشا، وفيها تجار يديمون السفر إلى أرض الحجاز بأنواع الحبوب، ويأتون ببضائع الحجاز واليمن ونحوهما، مثل البن والفلفل والسجادات، فيربحون ربحا عظيما، وعدة أهلها الآن غير الأغراب نحو عشرة آلاف نفس.
وبها جملة من الأضرحة والمقامات المشهورة، مثل ضريح سيدى أبى عبد الله القرشى، وسيدى أبى الحسن الصباغ، وأكبرها وأشهرها ضريح سيدى عبد الرحيم القنائى رضى الله عن الجميع، وجميعهم فى جبانتها فى شمالها الشرقى.
وفى شمال الجبانة الشرقى صحراء متسعة لا يصل إليها ماء النيل، مكسوة بالرمل، ولو وصل إليها لأخصبت، فإنه قد غرس فيها وكيل القنصلاتو بشارة عبيد بستانا، فنما نموا عظيما، وفى شرقى المدينة وجنوبها الشرقى جنان من نخيل وأعناب وغيرهما، كالرمان الطائفى والخوخ والتين، وبالجملة فهى مدينة من مدن مصر الشهيرة الكثيرة/التجار والأشراف والعلماء قديما وحديثا.
[ترجمة الشيخ إبراهيم بن عرفات بن أبى المنى]
وقد ذكر فى:«الطالع السعيد» من علمائها جما غفيرا، منهم الشيخ إبراهيم بن عرفات القاضى الرضى ابن أبى المنى، كان من الفقهاء الحكام الأجواد المتصدقين، قيل إنه كان يتصدق كل سنة فى يوم عاشوراء بألف دينار، وحكى الفقيه محمد المليح أنه سمع امرأة تقول: جئت إليه يوما فأعطانى، ثم جئت إليه فى رداء فأعطانى،