للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسبعمائة - أيام الملك الأشرف شعبان خرّب كثير من تلك النواحى، وتعطل هذا الجامع، ولم يبق منه غير جدران آيلة إلى العدم، ثم جدّده مقدم بعض المماليك السلطانية فى حدود الثلاثين والثمانمائة، ثم وسّع فيه الشيخ أحمد بن محمد الأنصارى العقّاد الشهير بالأزرارى. (اه).

وهذا الجامع لم يبق له أثر الآن.

ومنها جامع كراى. قال المقريزى: إنه بالريدانية خارج القاهرة عمّره الأمير سيف الدين كراى المنصورى فى سنة إحدى وسبعمائة لكثرة ما كان هناك من السكان، فلما خرّبت تلك الأماكن تعطل هذا الجامع، وهو الآن قائم وجميع ما حوله داثر. (اه).

وفى وقتنا هذا لم يبق له أثر، وموضعه صار كيمانا خارج باب النصر.

[مطلب خط خان السبيل]

ومن جملة أخطاط الحسينية خط يقال له خط خان السبيل. قال ابن عبد الظاهر: خان السبيل بناه الأمير بهاء الدين قراقوش، وأرصده لأبناء السبيل والمسافرين بغير أجرة، وبه بئر ساقية وحوض. (اه).

قال المقريزى: وأدركنا هذا الخط فى غاية العمارة وكان به عرصة تباع فيها الغلال، وكان فيه سوق يباع فيه الخشب وتجتمع فيه الناس بكرة كل يوم جمعة، وكان يباع فيه من الأوز والدجاج ما لا يقدر قدره، وكانت فيه أيضا عدة مساكن، ما بين دور وحوانيت، وقد اختل هذا الخط. (اه).

وقال ابن أبى السرور: إن هذا الخط بجوار المذبح.

(قلت): والمذبح الوارد هنا هو المذبح القديم، ومحله على يسار المارّ فى طريق العباسية فى ابتداء الطريق عند باب الحسينية، ومحله الآن أرض منحطة تزرع خضراوات، وساقيته موجودة بالقرب منه، وفى السابق كان يحيط به حائط قليل الارتفاع، فعلى هذا خان السبيل يشمل بعض البساتين والمبانى من جانبى الطريق الموصل إلى الدمرداش، وبه المذبح المستجد الذى عمل فى زمن العزيز محمد على باشا. ويدل على أنه داخل بوابة الحسينية ما ذكره السخاوى من أن خان السبيل كان قريبا من درب الجميزة، وهذا الدرب موجود للآن لم يتغير اسمه، وعلى بابه جامع شرف الدين الكردى. وكان هناك منظرة جميلة تعرف بمنظرة باب الفتوح.

قال المقريزى: كان للخلفاء منظرة خارج باب الفتوح، وكان يومئذ ما خرج عن باب الفتوح براحا فيما بين الباب والبساتين الجيوشية، وكانت هذه المنظرة معدّة لجلوس الخليفة مكتبة الأسرة - ٢٠٠٨