وبها نقيب أشراف يقال إنه: من ذرية سيدى كمال الدين بن عبد الظاهر صاحب المقام الشهير بهذه المدينة، وفى طبقات الشعرانى أنه صحب أبا الحجاج الأقصرى ﵁ حين كان بقوص، وكان قد تجرد فى بدايته ثم رجع إلى الثياب والزراعات وغيرها، ثم صحب الشيخ إبراهيم بن معضاد الجعبرى المدفون بباب النصر من المحروسة، ثم أقام بإخميم وبها مات وهو على حالة شريفة متظاهرا بالنعم والغنى عن الناس ﵁ أه.
وله مولد يعمل كل سنة فى أوائل زيادة النيل يجتمع فيه عالم بكثرة ويستمر ثمانية أيام، وله جامع عامر قد هدمه وبناه نقيب الأشراف السيد عبد الرحيم بإعانة الحكومة له، وذلك فى أول حكم الخديوى إسماعيل باشا فكان من أعظم جوامع مدن الصعيد.
وبها جوامع أخر كلها فى غاية المتانة والاتساع لها شبه تام بجوامع القاهرة مبلطة الأرضية كثيرة السوارى بمآذن مرتفعة وشعائرها مقامة، وبها أيضا مقام شهير بمسجد عظيم لسيدى أبى القاسم، وهو غير أبى القاسم الطنطاوى يهرع إليه الزوار سيما المرضى، وله زيارة كل خميس من شهر أبيب، وبها حدائق كثيرة جدا تشتمل على غالب الثمار والفواكه، سيما العنب والرمان الحامض حتى إن ذلك يعم تلك الجهات ويصل إلى أسيوط وجرجا وغيرهما.
وزمام أطيانها نحو أربعة آلاف فدان وأهلها ما بين محترف وتاجر وزارع، وفيها علماء وأشراف يقال إنهم من ذرية سيدى كمال الدين المذكور، فهى عامرة جاهلية وإسلاما.