أمره/بعمل مصبنة لصناعة الصابون وطبخه، وفى كتاب كلوت بيك الذى وضعه فى الكلام على مصر أن جميع ما غرس من شجر التوت فى الوجه البحرى ثلاثة ملايين شجرة فى جهات متعددة من الأرض يبلغ مساحتها عشرة آلاف فدان، وهو نوعان بلدى وشامى ولصلاحية أرض مصر لذلك يبتدى توريقها فى شهر يناير الأفرنجى ويتم بلوغها فى نصف فبراير ومبدأ ظهور الدودة يكون فى شهر مارس وبعد مضى شهرين يخرج منها الحرير.
وقال المؤلف المذكور أن الأنص من الزريعة يعطى سبعة آلاف جوزة ووزن الجوزة من نصف درهم إلى درهم، ومقدار متحصل الحرير ستة ألف وثمانمائة وثلاثة وثلاثين، كان سبعة آلاف وتسعمائة وخمسا وتسعين أقة، وكان لذلك محلات وخدم جلبهم العزيز من القسطنطينية وتعلم منهم بعض الأهالى وبلغت دواليب الحرير مائتى دولاب، ثم بطل ذلك وأهمل أمره ولا يستعمله الآن إلا القليل من الأهالى.
[(تل بنى عمران)]
قرية من قسم ملوى بمديرية سيوط كانت تعرف قديما باسم بسينولا وهى واقعة فى شرقى البحر الأعظم بجوار الجبل ولقربها كفور العمارنة والحاج قنديل، ويقابلها فى البر الغربى ناحية جرف سرحان ومعصرة ملوى وبنى عمران الغربية، وبحرى ناحية التل بنحو سدس ساعة يجتمع الجبل مع النيل، ومن محل الاجتماع إلى ما يقابل المعصرة يسمى ذلك الجبل بجبل الشيخ سعيد نسبة إلى ولىّ مقامه فى منتصف أعلاه، وفى ذلك الجبل عدة ورش لاستخراج الحجر تعرف بورش البرشة نسبة إلى القرية القريبة منها المسماة بذلك.
ومن عادة الملاحين متى حاذوا مقام الشيخ سعيد أن يرموا بالخبز إلى البحر فتسقط عليه طيور كالحدا يزعمون أنها تأخذه وتضعه فى ذلك المقام وتجعله خزينا تأكل منه، ومن عجيب خرافاتهم أنهم يعتقدون أن هذا الطير هو نفس الشيخ سعيد، وفى هذه القرية تخيل بكثرة وأغلب أطيانها فى البر الغربى بين المعصرة وجرف سرحان ويزرع فى أطيانها القثاء والدخان والبصل، وأهلها يتسوقون من سوق ملوى وسوق دروط الشريف وسوق دير ماس، وفى السابق كانوا مشهورين بالشرور والإساءة للمارين والبلاد المجاورة لهم وآثار مدينة بسينولا القديمة تلول موجودة فى باطن الجبل شرقى قرية التل.