كلمة بى ومن كلمة طوم وسماها هيردوط باطوموس، وقال إنها كانت بقرب فم الخليج الخارج من فرع النيل على مدينة أبو باسط والظاهر أن بيطوم هى طوم نفسها انتهى.
ثم إن قرية التل الكبير الآن مبنية بالطوب اللبن الرملى، وبها ديوان تفتيش الوادى وقصر مشيد وجامع عامر، وفى شمالها قشلاق تقيم به العساكر وبها بساتين، وعلى ترعة الوادى هويس بجانبه جملة دكاكين منها بالبر الأيمن نحو خمسة وسبعين ما بين قهوة وحانوت تجارة وفى البر الأيسر نحو ثلاثة وسبعين حانوتا وإيراد جميعها لجهة المكاتب الأهلية، وكان تجديدها زمن فتح القنال لضرورة لوازم الشغالة والإفرنج المباشرين للاشغال والمترددين هناك من نوتية المراكب ونحو ذلك، ولما فرغت الأشغال من هناك قلت الحركة وأخذ سوقها الدائم فى النقص وقلّ مرور المراكب عليها وعما قليل يمر جميعها بالترعة الإسماعيلية وينقطع مرورها فى تلك الترعة فيضمحل حال ذلك السوق بالمرة، وفى بحرى الهويس أيضا مساكن للعساكر.
وبهذه القرية مجلسان للدعاوى والمشيخة وضبطية وبها دائرة لضرب الأرز ومعمل دجاج ولها سوق كل يوم جمعة وأرضها من ضمن أراضى الوادى الموقوفة على المكاتب من المراحم الخديوية التى ذكرناها فى الكلام على العباسية وهى من نظارة الشرقى، وبقربها بجوار الجبل القبلى قرية صغيرة يقال لها التل الصغير موقعها فى جنوبها وهى من بلاد تلك النظارة أيضا، وبها بستان للميرى، وقد غرس فى أرضها زمن العزيز المرحوم محمد على كثير من شجر التوت لتربية دود الحرير.
قال الجبرتى فى تاريخه، ومنها أى من حوادث سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف أن الباشا- (العزيز محمد على) -سنح له أن ينشئ بالمحل المعروف برأس الوادى بشرقية بلبيس سواقى، وعمارات ومزارع وأشجار توت وزيتون فذهب إلى هناك وكشف عن أراضيه فوجدها متسعة وخالية من المزارع، وهى أراضى رمال وأودية فوكل أناسا لإصلاحها وتمهيدها، وأن يحفروا بها جملة من السواقى تزيد على الألف ساقية ويبنوا بها أبنية ومساكن ويزرعوا أشجار التوت لتربية دود القز وأشجارا كثيرة من شجر الزيتون لعمل الصابون وشرعوا فى العمل والحفر والبناء وفى إنشاء توابيت خشب للسواقى تصنع ببيت الجبجى بالتبانة وتحمل على الجمال إلى الوادى شيئا بعد شئ قال وأمر الباشا فى هذه السنة بأمور كثيرة لعموم النفع منها