ومن عتوّ عبد الله أبى فواز أنه كان يضرب ديك الفراخ البلدى بالعدة والكرابيج، ثم يأمر به إلى المطبخ، ويضرب الناس ألوف الكرابيج بلا سبب، وذلك أنه كان كثير السكر لا تخلو دماغه منه، وهكذا أكثر هذه العائلة، يستعملون الشراب والخلاعة، إلا أن لهم كرما زائدا بحيث يبيت عندهم المئات من الفقراء والأعيان، ولهم مطبخ خارج المنزل له طباخ من الرجال، وفى مدة إبراهيم بن عبد الله كان من اللزوم أن يبيت خروف محمر زائد عما يؤكل فى العشاء، حرصا على ما عسى أن يطرقهم ليلا من الضيفان. وبالجملة فلم يكن عندهم من الخصال الحميدة إلا إطعام الطعام، وربما كان هذا رياء وسمعة، لكن منهم الآن شيخ العرب إسماعيل بن أبى رحاب بن عبد الله، نشأ على مكارم الأخلاق والصلاح والتقوى، وملازمة الأذكار والأوراد، يحب العلماء والصالحين، له سمت حسن وجمال وجلال وسماحة وفصاحة.
[عشما]
قرية من مديرية المنوفية من أعمال منوف، بحرى ترعة السحيمية على نحو خمسمائة وستين مترا، وبينها وبين طنتدا نحو أربع ساعات، وأبنيتها باللبن والآجر وأكثرها أرض، وبها جامع قديم رممه الحاج على شعير سنة عشرين ومائتين وألف، وهو من عائلة مشهورة فيها من عدة أجيال يقال لها عائلة أولاد شعير.
ومنهم الآن: السيد أفندى شعير، ومحمود أفندى شعير، ومحمد محمد شعير، وحسن أفندى شعير، ومحمد أفندى بدوى شعير، وأحمد حسين شعير، وترقى منهم: محمد بك شعير إلى رتبة قائمقام، ثم صار رئيس المجلس المحلى بمديرية المنوفية، وعلى بك شعير برتبة بيكباشى، ولهم فيها قصور مشيدة، وجنان منها جنينة فى قبليها نحو خمسة وعشرين فدانا، وجنينة فى بحريها نحو سبعة