يطلق هذا الاسم على بلدة من بلاد النوبة، بالجانب الشرقى للنيل، فى جنوب قرية نجش، بقدر خمسة آلاف متر، وهى رأس قسم يعرف بقسم وادى حلفا، أوله من جهة الشمال، ناحية الشلال الأول، بجوار قصر أنس الوجود، وآخره من الجنوب خور الحلف فى شمال دنقلة بنحو عشرة أيام، ومن أشهر قراه كرسكو، وإبريم، وقرية الدرر التى كانت فى الزمن السابق، أشهر من قرية وادى حلفا.
وكانت مركز الحاكم والقاضى، وبها أسواق، وسواق، ونخيل وأشجار، والآن قرية وادى حلفا، هى أشهر تلك القرى لما اشتملت عليه من محطة البوستة، وشونة الميرى، وإقامة ناظر القسم بها، وفيها أبنية جيدة للميرى، وأنشئت فيها مدرسة، وفيها مساجد، ونخيل، وأشجار، وسواق كثيرة، وأطيانها قليلة، لكنها خصبة، وبها وكائل، وقهاو، وخمارات، وسويقة دائمة، ذات خيام مضروبة من الشعر، يتقى بها الباعة الحر والبرد، ويباع فيها نحو القمح والذرة والتمر الإبريمى، وحب الخروع والنطرون، والثياب المجلوبة من مصر، وعندها تؤخذ عوائد الخفارة من المسافرين صعودا وهبوطا، ويسمونها بالمحبوب، وهى على كل جمل نصف ريال مجيدى، يأخذه متعهد الدر، ولها ميناء على البرين، متسعة جدا، تجتمع فيها السفن الصاعدة والمنحدرة، بالمتاجر السودانية والمصرية، وفيها يجد المسافر ما يحتاجه، وفى بعض كتب الإفرنج أن وادى النيل المسمى بلاد النوبة السفلى، وهو من وادى حلفا إلى أسوان، قليل الاتساع، منحصر بين صخور سود، وطوله ثلثمائة وخمسون ألف متر، وأرض الزراعة فيه قطع متفرقة بين الصخور على الشاطئين، فالمسافر من أسوان إلى وادى حلفا أو عكسه، يرى عن يساره ويمينه واديا دقيقا، فيه قرى صغيرة، أغلبها مركب من خمسة بيوت، أو ستة، يظلها قليل من النخل والدوم، وبعض الأشجار، وأكثرها فى الشط الشرقى، وفى كثير منها آثار