والعشرين من ذى الحجة سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، فوجدت أن النطاق المبنى فى الحائط على ارتفاع ستة عشر ذراعا يطابق على العمود أربعة عشر ذراعا وثلثى ذراع، وكان ينبغى مطابقته للذراع الرابع عشر من العمود، بسبب أن الاثنى عشر ذراعا هى أربعة عشر ذراعا فقط بناء على ما تقدم، ويظهر أن السبعة عشر قيراطا الزائدة، حصلت من العمارات التى أجريت بالمقياس فى الأزمان المختلفة، وحصل منها هبوط العمود عن أصله بهذا المقدار، ووجدت الكتابة الكوفية التى هى فى أربعة جوانب البئر، فوق الذراع السابع عشر لم تتغير، وأما الكتابة القرماطية فهى موجودة إلى الآن بقرب نهاية البئر العليا سطرا واحدا يدور فى جوانب البئر بين نطاقين.
أحدهما وهو الأعلى:
نهايته العليا بعيدة عن منتصف نطاق الستة عشر ذراعا بمترين وخمسة عشر سنتيمترا.
والثانى: نهايته السفلى بعيدة عن منتصف نطاق الستة عشر ذراعا بمتر وثمانين سنتيمترا.
وبناء على ما هو مذكور فى ابن خلكان تكون هذه الكتابة انتقلت من محلها الأصلى، وكان يوجد فوق حوض المقياس قبة من خشب مغطية للحوض المذكور، محمولة على الأعمدة والأكتاف الموجودة فى دائر الدهليز الذى ذكرناه، وارتفاع هذه القبة ٢٤، ٨ م وفيها لدخول النور اثنا عشر شباكا عرض كل واحد منها ٥١، ١ م وارتفاعه ٧٠، ١ م، لا يفصلها عن بعضها إلا قائم من الخشب، والقبة المذكورة مزينة بنقوش عادية وعليها بعض كتابات.
[(جامع المقياس)]
كان الإنسان متى خرج من حوض المقياس الخاص به يكون فى الحوش الكبير، ويجد فى غربى محل المقياس الجامع وهو فى الزاوية الغربية المقابلة للجيزة.