وهذا الجامع بنى بأمر الخليفة المستنصر بالله، وبناه أبو النجم بدر الجمالى وزيره. وصارت عمارته فى زمن السلطان نجم الدين أيوب، والسلطان الملك المؤيد شيخ المحمودى هدمه وجدّده، وأوسع فيه سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة. راجع المقريزى (١).
وكان باب الدخول للجامع المذكور يوجد فى النهاية القبلية للحوش الكبير، يصل إليها من يمر من الجهة القبلية بعد أن يصعد على سلم عدد درجه خمس عشرة درجة، عرض الدرجة الواحدة خمسة وعشرون سنتيمترا، وطولها متران، وفوق الباب المذكور لوح من الرخام عرضه سبعة وستون سنتيمترا، وارتفاعه تسعون سنتيمترا، وعليه كتابة قرماطية هى نفس الكتابة التى ذكرنا أنها على حائط الدهليز على يمين الداخل التى أولها:
«بسم الله الرحمن الرحيم، وما توفيقى إلا بالله» … إلى آخر ما هو مكتوب على الحائط المذكور. ومتى كان الإنسان داخل الجامع، يجد أعمدة محيطة به، صفّ منها فى الجهة الشمالية والقبلية وصفّان فى الجهة الغربية، وثلاثة فى الجهة الشرقية، والأعمدة الحاملة لسقف الجامع عددها ثمانية وثلاثون عمودا، منها أربعة فى الزوايا وفى الجدران أكتاف مقابلة للأعمدة، والمسافة التى بين الأعمدة ٣٠ ر ٢ م ٦٠ ر ٣ م، على حسب الجهات، وأما حائط الجامع البحرية فهى ممتدة بطول الحوش الكبير، والقبلية وجزء من الحائط الغربية على النيل، وفى الضلع الشرقى القبلة والمنبر/وفيه أيضا سبعة شبابيك، اثنان منها على جهة اليمين، وخمسة على جهة الشمال، ينظر منهما النيل، وفى الحائط الغربى ستة شبابيك أخر، بعضها ينظر منه النيل، وعلى الحائط المذكور الكتابة القرماطية السابقة. وارتفاع الجامع المذكور ستة أمتار من الأرض إلى السطح، وله منارة فى وجه القبلة ارتفاعها أربعة وعشرون مترا، والمبانى المجعولة للخدم فى أرض مثلثية منحصرة بين