للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل فى نقود الأندلس وإفريقية]

قد علم من مباحث العالم (واسقيس) أن العرب بعد أن استولوا على بلاد الأندلس لم يضربوا فيها دراهم فضة لأنه لم يعثر على شئ من ذلك وإنما كانت تضرب الدنانير الذهب. ولما استولى الأموية على قرطبة من زمن عبد الرحمن الأول حصل تغيير السكة واستمر ذلك إلى زمن محمد الأول، ومن بعده دخل الغش فى النقود حتى صارت على غير قانون واحد.

وفى الجدول (١) الموضوع لنقود خلفاء الأندلس، خصوصا الخلفاء الخمسة الأول، بمدينة قرطبة يظهر أن وزن دراهم الفضة مختلف بين ٢،٦٠ و ٢،٨٠ غرام والحد الوسط ٢،٧١، والفرق الحاصل بين الدرهم ودرهم خلفاء المشرق كمية ثابتة لا تنسب للتساهل فى الضرب والسماح.

ويظهر أن خلفاء الأندلس عدلوا عن درهم عمر وعبد الملك وهو الساليك الذى هو جزء من ١٢٠ من الرطل المصرى الرومانى، وقد اعتبروا جزءا من ١٢٠ من الرطل الرومانى فنتج لهم ٢،٧١ فجعلوه وزن درهمهم، ويؤيد ذلك أوزان نقود الفضة المحفوظة إلى الآن، فإن وزن أغلبها من ٢،٧٠ إلى ٢،٧٥ غرام.

ومن ابتداء عبد الرحمن الثالث دخل التغيير فى النقود وزنا وعيارا، وبقى كذلك إلى آخر الأموية والخلفاء الذين عقبوا الأموية من ابتداء سنة ٤٧٩ أحسنوا العيار والضرب والكتابة بالنسبة لمن قبلهم، وجعلوا وزن الدراهم ٢،٧١ غرام. ومن نقودهم ثلث الدرهم وسدس المثقال أو السوليدوس الرومانى. ومن سنة ٥٣٩ بعد قيام مدينة قرطبة ظهر الموحدون وضربوا معاملة أغلبها سدس المثقال أو السوليدوس الرومانى وثلث الدرهم وسدسه ونصفه وبقى وزن الدرهم ٢،٧١.


(١) انظر الجدول.