للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما الخليفة المعتصم والواثق والمتوكل فلم يغيروا شيئا من النقود، ولما قتل المتوكل استولى العمال على البلاد واستقلوا فيها، وحدث فى زمانهم بدع منها: تغيير الدرهم فى الوزن والعيار وبقى الدينار على وزن ٤،٢٥ إلى زمن الخليفة المعتمد.

ومن الاطلاع على الجدول (١) يتضح صحة قول المقريزى أنه تارة ضرب دراهم من عشرة دوانق، إذ يشاهد دراهم من زمن المعتضد بالله وزنها ٥،٣٠ غرام، وتارة وزنها ١،٦٨ غرام، وتارة ٢،٥٠ غرام، لكن يظهر أن هذه التغيرات كانت وقتية لا تدوم، فإنه مع وجود هذه الدراهم كانت توجد دراهم وافية.

وبالتأمل فى الجدول (٢) المترتبة فيه المعاملة على حسب أوزانها يظهر الفرق فى الأوزان من ابتداء زمن عبد الملك بقدر أربعة ديسى غرام، فكان الدرهم يزيد من ٢،٦٠ غرام إلى ٢،٩٥ غرام، وذلك الفرق يمكن نسبته إلى طرق الضرب، أو أن الخلفاء فى معاملاتهم كانوا تارة يستعملون الرطل المصرى الرومانى، وتارة يستعملون المن البطليموسى، وكلاهما كان مستعملا وكانت النسبة بينهما كنسبة ٩٦ إلى ١٠٠، فكان درهم عمر/جزءا من ١٢٠ من الرطل المصرى الرومانى وهو يساوى ٢،٨٣٣ غرام، ودرهم عبد الملك جزء من ١٢٠ من المن البطليموسى وهو يساوى ٢،٩٥ غرام، وبينهما تنحصر أوزان دراهم الخلفاء الآخرين، وأقل وزن ما فى الجدول (٢)، ٢،٦٠ غرام وأكبره ٣ غرام فيكون الفرق ٢ ديسى غرام فوق أو تحت، ويكون الحد الوسط ٢،٨٤٤ ولا يفرق هذا المقدار عن المقدار السابق وهو ٢،٨٣٣ إلا بشئ يسير ربما كان هو السماح المغتفر فى ضرب المعاملة عادة، وحينئذ صار درهم سكة الخلفاء الإسلاميين ٢،٨٣٣ غرام.


(١) انظر الجداول الملحقة بالكتاب.
(٢) انظر الجداول الملحقة بالكتاب.