فهو عين الصواب؛ لأن وزن أحد وثمانين درهما المبينة فى الجدول ينتج منه ٣،٨٣٣ بالتوسط، وذلك يساوى جزءا من مائة وعشرين جزءا من الرطل الرومانى المصرى.
وهارون الرشيد جعل الدرهم أولا أربعة عشر قيراطا وربع حبة، ثم صار أربعة عشر قيراطا وحبتين ونصفا. وعلى هذا فكان وزن الأول ٢،٦٥ غرام والثانى ٢،٧٣ غرام والثالث غرامين، وهذا الأخير لم يبق إلا قليلا وبطل التعامل به.
والذى وجد من ضرب هذا الخليفة وبيّن فى الجدول مائة وستة وخمسون درهما منها مائة واثنا عشر، وزن كل درهم منها زيادة عن ٢،٨٦، بما فيها من المضروب فى سنة ١٨٤، والمتوسط لجميعها ٢،٨٦ غرام، بمعنى أن الدرهم ١٤،٦٦ قيراطا من المثقال الوافى. فلما قتل الرشيد جعفر أضاف السكك إلى السندى، فضرب الدراهم على مقدار الدنانير. وهذا يفيد أن وزن الدرهم كان ٤،٢٥ غرام. ومع ذلك فلم توجد دراهم بهذا الوزن - كما يعلم من الجدول - والذى وجد لا يزيد وزنه عن ٣،٢٠ غرام.
وقال المقريزى: إن الأمين بن الرشيد ضرب دراهم من عشرة دوانق باسم ابنه موسى، حين جعله ولىّ عهده، بمعنى أن وزن الدرهم ٥،٢٤ غرام، ولم يعثر على شئ من ذلك، والذى وجد من ضرب الأمين أربعة وعشرون قطعة لا تخالف أوزانها أوزان غيرها.
وأما المأمون بعد خلافته فلم يتعرض للمعاملة ولكنه ضرب فى حياة الأمين دنانير ودراهم سميت بالربعيات، والذى حصل الحصول عليه من ضرب المأمون (فى الجدول) ست عشرة قطعة وزنها مثل وزن ما قبلها، غير أن اثنتين منها وزن واحدة منهما ٣،١٣ غرام، ووزن الأخرى ٣،١، وهذا الأخير هو بعينه وزن درهم الكيل المنسوب إلى الخليفة المأمون كما سيبين.