للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن يسار المارّ أيضا بشارع الباطلية العطفة السد بالقرب من حيضان المصلى بجوار جامع سويدان القصروى، وهو عند المكان المعتاد الدعاء فيه، ولذلك بعض الناس يسميه بجامع الدعاء أنشأه الأمير محمد سودون القصروى قصروه تمراز - نائب الشام - المتوفى بحلب سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة. وبداخله قبر الحاج أحمد كتخدا الخربطلى المتوفى سنة تسع وأربعين ومائة وألف. ولهذا الجامع مرتب بالروز نامجة العامرة شعائره مقامة منه.

وبلصقه من شرقيه زاوية معطلة الشعائر لها باب إلى الجامع مسدود، وبداخلها قبر رجل صالح يقال له الشيخ عبد الله، عليه تركيبة داخل بناء يخصه. واليوم ينسج فى هذه الزاوية حصر السمار.

وبغربيه خربة مملوءة بالأتربة والأحجار أصلها زاوية ومعالمها باقية إلى اليوم، واشتهر بين العامة أن الدعاء يستجاب عندها، ويزعمون أن بها قبر حزقيل أحد أصحاب سيدنا موسى ، ولا يكاد أحد يمر هناك إلا ويقف للدعاء. وهناك قبر عليه تركيبة وكسوة داخل مقصورة لها باب وشباك يقال إنه قبر محمد بن أبى بكر الصديق (١) .

[[حارة العنبرى]]

حارة العنبرى هى عن يسرة من سلك من سكة حيضان المصلى، ويتوصل منها إلى درب الدليل، نسبت إلى عنبر الحبشى الطنبدى الطواشى من خدام التاجر نور الدين الطنبدى المتوفى فى المحرم سنة سبع وستين وثمانمائة، لأنه أنشأ مدرسة فى أواخر عمره بحارة الباطلية، كما ذكره السخاوى فى «الضوء اللامع»، وهى إلى اليوم موجودة خلف بيت الأمير سليمان باشا أباظة، وتعرف بالمدرسة العنبرية وبزاوية العنبرى.

ولما بنى بيته خليل بيك القوله لى الشهير بمحافظ دمياط بجوار هذه المدرسة أدخل جزءا عظيما منها فى البيت، وجدّد ما تركه منها، لكن شعائرها معطلة إلى اليوم.

وبحارة العنبرى هذه ضريحان تجاه بعضهما؛ أحدهما للست مرحبا سمحا، والآخر للشيخ عبد الله.

درب الدليل عن يسار المارّ بسكة حيضان المصلى، وهو غير نافذ، وبه جملة من البيوت الكبيرة.

وهذا الشارع من الشوارع القديمة عنونه المقريزى بحارة الباطلية حيث قال: هذه الحارة عرفت بطائفة يقال لهم الباطلية، وسبب تسميتهم بذلك أن المعز لما قسّم العطاء فى الناس


(١) انظر تحقيق موضع قبره فى الكلام على (جامع محمد بن أبى بكر) فى الجزء الخامس ص ١٠٢ [الطبعة الأولى]. (أحمد تيمور)