ولزيادة اعتنائه بأمر التجارة بنى قصرا فى ناحية العطف، وكان يقيم فيه أحيانا، فحصل اهتمام المستخدمين فى إصلاح الترعة حتى استقامت أحوالها، وسهّل مرور التجارة.
ومع إقامته فى هذه الجهة أو غيرها، كجهة رشيد، كان لا يغفل عن مصالح مدينة إسكندرية.
[مطلب عمارة البلاد الخمسة]
ومن اعتنائه بها أمره بعمارة البلاد الخمسة الواقعة شرقيها، وترغيبه فى زراعة أرضها، لينتفع أهل المدينة بما تنتجه تلك الأرض من المحصولات.
وكان بقرب هذه البلاد بحائر فأصلح كثيرا من أرضها، وكذلك أصلح أراضى بحيرة مريوط قبلى المحمودية، وذلك أنه أنعم به على الراغبين بشرط إصلاحه وزرعه، فتناول الناس من الإفرنج والأمراء، وأهل المدينة والقرى، واجتهد كلّ فى زرع أرضه أصناف المزروعات، ما عدا الأشجار الكبيرة، على حسب ما تجدد فى قوانين الاستحكامات، فانصلح بذلك أغلب الأراضى المشاهدة فى جانبى السكة الحديد والمحمودية.
ولما ذاق أربابها حلاوة أرباح محصولاتها، من الخضراوات والفواكه، اجتهدوا فى خدمتها حتى صارت من أجود الأراضى بحيث لا يرضى أحد من أربابها ببيع الفدان الواحد بعشرين ألف قرش ميرية، مع أنها فى الأصل لا قيمة لها.
وكذلك القرى الخمسة وهى:
قرية الحضرة: وهى عبارة عن أربعة كفور صغيرة متقاربة، بجوار التلول التى بين رشيد وقرية الرمل.