ملئت صناديق صندل/تذهب به عماله إلى البر، فيقف تحت عيار بخارى يتناول بخطاف سلسلة تلك الصناديق واحدا بعد واحد، ويرفعها إلى أن يتجاوز ارتفاعها جسر الخليج، فيدور العيار بالصندوق دورة تجعله خلف الجسر، وهناك ينفتح أسفل الصندوق بواسطة آلة معدة لذلك يحركها مهندس العيار.
[[وصف لآلة العيار]]
والعيار المذكور آلة بخارية صغيرة، مركبة على فرش مستطيل الشكل له عجلات يتحرك بها العيار فوق سكة حديد بحذاء الكراكة، فعند انتقالها إلى جهة الأمام مثلا، ينتقل العيار موازيا لها، ويرفع ما يتركه خلفه من القضبان، ويؤتى بها أمامه ليمر عليها.
وكان العمل جاريا بهذه الكراكات فى تعميق حفر الخليج وتوسيعه فى غير جهة «القرش» على حسب ما تقرر فى الرسم المجعول لذلك.
وأما فى جهة القرش فاستعملوا طريقة أخرى بسبب ارتفاع أرض شاطئ الخليج، وهى أن الطين الذى تخرجه قواديس الكراكات، كان يلقى فى صنادل من حديد، تتحرك تلك الصنادل بآلة بخارية، فمتى ملئ الصندل؛ يذهب به المهندس إلى المحلات المنخفضة فى بركة التمساح البعيدة عن مجرى الخليج، فيحرك آلة ينفتح بها باب فى أسفل الصندل، فينصب الطين فى البحر ويقفل الباب بعد ذلك، ويرجع الصندل عقب تفريغه ليملأ ثانيا ويخلفه غيره وهكذا.
وفى الزمن الذى كانت تلك الكراكات تشتغل فيه بتعميق الخليج على القدر المطلوب، كان العمل جاريا فى بناء الهويسات (الأحواض) الواقعة أمام الإسماعيلية على فرع الاتصال بين الترعة الحلوة والخليج المالح. وكان كل من المقاولين الأخر مهتما بإتمام عمله، فكان «دسوبيك» يصنع صخورا من الرمل والجير المائى مقدار كل صخرة منها عشرة أمتار مكعبة، ووزنها عشرون