للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمل جاريا من طرف المقاولين، واستلموا من الشركة جميع لوازم العمل من كراكات ومواعيف وصنادل وغير ذلك من الآلات والأدوات اللازمة للتشغيل.

وجدّ كلّ فى إنجاز ما تعهد به، وأحضر ما يلزم له من الآلات.

من ذلك ما أحضره «بوريل لا واليه» من الكراكات الكبيرة التى ابتدعها، وأدخل فى صنعتها من التحسينات ما يساعده فى العمل، وكان سببا فى حصوله على الأرباح الوافرة، وطول الواحدة من هذه الكراكات ثلاثة وثلاثون مترا، وعرضها ثمانية أمتار، وارتفاعها ثلاثة أمتار، وقدر القوة البخارية التى تدير آلاتها مائة وخمسة من الخيل البخارية، ووزن حديدها أربعمائة ألف كيلو جرام، عبارة عن ثلثمائة وعشرين ألف أقة، ومقدار ما تشتغله فى عشر ساعات دائر بين ألف وخمسمائة متر مكعب وألفين، فكانت الكراكة الواحدة تقوم بأعمال نحو أربعة آلاف نفس، وهى تنتقل بقوتها البخارية إلى اليمين واليسار، والأمام والخلف، على حسب رغبة المهندس المنوط باستعمالها، وما تقتضيه صناعة العمل.

وقد اشترى كثر من تلك الكراكات لتعميق الحفر فى الماء، واختص بعضها بتعميق خليج البرزخ فى البحائر ومينا بورت سعيد، وبعضها بما بين محطة الفردان وبركة التمساح، فالكراكات التى فى البحائر كانت قواديسها ترفع الطين وتقذفه فى مجرى من الصاج، أحد طرفيه فى الكراكة، والآخر على جسر الخليج، وفى وقت القذف يصب على الطين مقدار من الماء كاف لتحليله وتسهيل سيلانه، وذلك بواسطة «طلونبة» يحركها الوابور، فيسيل الطين فى المجرى وينصب فوق الأرض خلف جسر البرزخ. وكانت الكراكات الواقعة بين الفردان وبحيرة التمساح يخالف عملها عمل السابقة، فكانت قواديسها ترفع الطين إلى مجرى قصير من الصاج، وبعد أن يخلط بالماء كما تقدم فى الكراكات السابقة، يسيل وينصب فى صناديق من الحديد، حجم كل منها متر مكعب، منظمة فى داخل مراكب من حديد أيضا، وكان كلما