شارع قلعة الكبش هذا يعرف أيضا بشارع الحوض المرصود من أجل حوض كان به يعرف بالحوض المرصود، وهو حوض من الحجر الصوان الأسود كان فى فجوة على قدره بالقرب من الكبش، وكان معدا للسقى، فلما دخلت الفرنساوية ديار مصر واستولوا عليها أخرجوه من موضعه، وأرسلوه إلى باريز مع غيره من التحف التى أخذوها من الديار المصرية، لكنها لم تصل إلى باريز، بل فى أثناء الطريق استحوذ عليها الإنجليز، وأخذوها جميعها إلى بلادهم، وإلى الآن موجود هذا الحوض بخزانة الآثار التى بمدينة لوندرة: ويؤخذ مما حرره الفرنساوية أن طول ذلك الحوض متران وسبعة أعشار متر وكسر، وعرضه الأمامى متر وثلاثة أعشار متر وثمانية أعشار عشر متر، اعنى مترا وثمانية وثلاثين سنتيمترا، وعرضه الخلفى متر وسبعة عشر سنتيمترا وثمانية أعشار عشر المتر، وارتفاعه متر وتسعة عشر سنتيمترا واثنان من أعشار عشر المتر، وعلى جميع أسطحته كتابة من الداخل والخارج.
***
[القسم الثالث: شارع مرسينا]
يبتدئ من آخر شارع حدرة الحناء، وينتهى لآخر شارع اللبودية، وبه من جهة اليمين:
ورشة الحوض المرصود، وتعرف أيضا بورشة الأسلحة لأنها معدة لتشغيل أسلحة الميرى، ثم درب الشمسى.
[ترجمة حسين باشا حسنى - ناظر مطبعة بولاق سابقا]
وأما جهة اليسار فبها دار ورثة الأمير حسين باشا حسنى المتقدم ذكره.
وهو الأمير الكبير، وعلم المجد الشهير حسين ابن المرحوم محمد أفندى كمورجينه لى.
كان قد تحلى ﵀ مدة حياته من خلال الكمالات الإنسانية بأبهجها وأحسنها، وتزين من زينة المروءة والمساعى الخيرية والمكارم الإحسانية بألطفها وأمكنها، وسعى بجد واجتهاد فى نشر العلوم وتوسيع دائرتها، وبذل وسعه فى تحسين دار الطباعة وتشييدها، وإحكام آلاتها توسلا إلى حسن الطبع لإقبال الناس على الكتب، وكثرة الانتفاع بها وإدامة دراستها ومطالعتها. ورغبة فى انتفاع العمال وفتح بيوتهم، ورغد عيشهم وكثرة قوتهم.