أمراء السلطان الغورى، قال: وكان قد انجرح فى وقعة المطرية، التى كانت بين السلطان طومان باى، وعساكر ابن عثمان، فى سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، وكان من رجال طومان باى، وأصله من مماليك قايتباى، ولما انهزم طومان باى بعساكره، اختفى هو مجروحا، وسار حتى عدى النيل إلى بر المنوفية؛ ونزل عند الأمير حسام الدين بن بغداد، فلاقاه أحسن ملاقاة وأكرم نزله، وأحضر له جرّاحا يعالجه؛ ولكن لم يقم عنده أكثر من يوم، لأنه رأى بعين بصيرته، أن القوم يريدون خيانته، والقبض عليه، وتسليمه إلى ابن عثمان، فعزت عليه نفسه، وحملته همته على أن ركب جواده، وتقلد بسيفه، فلم يقدر أحد أن يعترضه، مع ما به من الجراح، وسار مصعدا؛ حتى وصل إلى هذه الناحية، فنقلت عليه جراحاته، ومات بها، وسنه نحو أربعين سنة، ودفن بزاوية هناك، وكان شجاعا جوادا صاحب رأى وتدبير، وحزم وعزم، رحمه الله تعالى. انتهى.
[ترجمة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويرى]
وفى كتاب كشف الظنون أن من هذه القرية الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويرى.
ينسب إلى قبيلة بكر، وهى بطن من طيّئ ومات فى سنة اثنتين، أو ثلاث وثلاثين وسبعمائة؛ ومن تآليفه كتابه المسمى:«نهاية الأرب فى فنون الأدب»؛ وهو تاريخ كبير، فى ثلاثين مجلدا، ألفه فى زمن الملك الناصر محمد بن قلاوون، أوله: «الحمد لله رافع السماء، وفاتق رتقها، ومنشئ السحاب، ومؤلف ودقها … إلى آخره، قال مؤلفه: وما أوردت فيه إلا ما غلب على ظنى أن النفوس تميل إليه، ورتبه على خمسة فنون.
الأول: فى السماء، والآثار العلوية، والأرض، والعالم السفلى؛ ويشتمل على خمسة أقسام.
الثانى: فى الإنسان وما يتعلق به، ويشتمل على خمسة أقسام.