فى الدنيا، مشهورا بكثرة التصانيف حتى إنها بلغت ثلاثمائة مجلد بين كبير وصغير وكان عنده من الكتب ما لا يدخل تحت حصر، منها ما هو ملكه ومنها ما هو من أوقاف المدارس، ثم إنها احترقت مع كثير مسوداته فى أواخر عمره ففقد أكثرها، وتغير حاله بعدها. وقال صاحب المعجم: إنه قبل احتراق كتبه كان مسقيم الذهن. وأنشد بعضهم من نظمه مخاطبا له.
لا يزعجنّك يا سراج الدين أن … لعبت بكتبك ألسن النيران
لله قد قربتها فتقبلت … والنار مسرعة إلى القربان
وحكى ممن كان يتعجب منه-عن بعض من سماه-أنه دخل عليه يوما وهو يكتب فدفع إليه ذاك الكتاب الذى كان يكتب منه وقال له: أمل على. قال: فأمليت عليه وهو يكتب إلى أن فرغ فقلت له: يا سيدى أتسخ هذا الكتاب؟ فقال: بل أختصره. قال: وهؤلاء الثلاثة العراقى والبلقينى وابن الملقن كانوا أعجوبة هذا العصر على رأس القرن، الأول فى معرفة الحديث وفنونه، والثانى فى التوسع فى معرفة مذهب الشافعى، والثالث فى كثرة التصانيف، وقدر أن كل واحد من الثلاثة ولد قبل الآخر بسنة ومات قبله بسنة، فأولهم ابن الملقن ثم البلقينى ثم العراقى، وهو عند المقريزى فى عقوده. وقال: إنه كان من أعذب الناس ألفاظا، مات رحمه الله تعالى فى ليلة الجمعة سادس عشر من ربيع الأول سنة أربع وثمانمائة ودفن على أبيه بحوش سعيد السعداء، وأن علىّ بن عمر المترجم المذكور-ويعرف كأبيه بابن الملقن-ولد فى سابع شوال سنة ثمان وستين وسبعمائة، ونشأ فى كنف أبيه فحفظ القرآن وكتبا وعرض على جماعة وأجاز له جماعة، بل رحل مع أبيه إلى دمشق وحماة، وأسمعه هناك على ابن أميلة وغيره من أصحاب الفخر وغيره، ودرس فى جهات أبيه بعد موته، وناب فى القضاء بالقاهرة والشرقية وغيرهما، كان ساكنا حيا، ومات فيما أرخه العينى فى أوائل رمضان سنة سبع بمدينة بابيس، وحمل إلى القاهرة ودفن عند أبيه بتربة سعيد السعداء، وقد اختصر المبهمات لابن بشكوال مع زيادات له فيها-رحمه الله تعالى.
انتهى من الضوء اللامع.
[جامع الخانى]
هذا المسجد بحارة التمار. وهو متخرب وليس به ما يدل على تاريخ إنشائه، وينسب للشيخ محمد الخانى. والناظر على أوقافه رجل يدعى حسن أفندى عبد الفتاح.