والبخارى فى عشرين مجلدا، وشرح زوائد مسلم على البخارى فى أربعة أجزاء، وزوائد أبى داود فى مجدين، وزوائد الترمذى على الثلاثة كتب، وزوائد النسائى عليها كتب منه جزء، وزوائد ابن ماجه على الخمسه فى ثلاثة مجلدات سماه «ما تمس إليه الحاجه على سنن ابن ماجه» ابتدأه فى ذى القعدة سنة ثمانمائة وفرغ منه فى شوال من التى بعدها، وشرح الأربعين النووية فى مجلد، وإكمال تهذيب الكمال ذكر فيه تراجم رجال الكتب الستة، والخصائص النبوية والذيل على كتاب شيخه الإسنوى، وطبقات القراء، وطبقات الصوفية، والناسك لأم المناسك، وعدد الفرق، وتلخيص الوقوف على الموقوف، وتلخيص كتاب ابن بدر، وشرح ألفية ابن مالك، وشرح المنهاج الأصلى.
واشتهرت فى الآفاق تصانيفه، وكان يقول إنها بلغت ثلاثمائة تصنيف، وانتفع الناس بها انتفاعا صالحا من حياته وهلم جرا. قال الجمال بن الخياط: وتوفرت له الأجور، من سعيه المشكور. وبالحملة نقد اشتهر اسمه وطار صيته، وكانت كتابته أكثر من استحضاره، ولهذا كثر الكلام فيه من علماء الشام ومصر. وترجمه الأكابر سوى من تقدم، فمنهم ممن مات قبله العثمانى قاضى صفد، فقال فى طبقات الفقهاء:
إنه أحد مشايخ الإسلام، صاحب المصنفات التى ما فتح على غيره بمثلها فى هذه الأوقات، وسرد منها جملة. ووصفه العمارى فى شهادة عليه بالشيخ الإمام، علم الأعلام، فخر الأنام أحد مشايخ الإسلام، علامة العصر بقية المصنفين، علم المفيدين والمدرسين، سيف المناظرين مفتى المسلمين. ومنهم ممن أخذ عنه البرهان الحلبى قال فيه: إنه كان فريد وقته فى التصنيف، وعبارته فيه جلية جيدة، وغرائبه كثيرة، وشاكلته حسنة وكذا خلقه مع التواضع والإحسان، لازمته مدة طويلة فلم أره منحرفا قط. وذكر أنه رافقه فى رحلته إلى دمشق شيخ حسن الهيئة/والسمت فافتقدوه عند الجامع، قال: فذكر لى بعد ذلك شيخ من أهل القرافة أنه الخضر. قال: وقال لى: كنت نائما بسطح جامع الخطيرى، فاستيقظت ليلا فوجدت عند رأسى شابا، فوضعت يدى على وجهه فإذا هو أمرد فاستويت جالسا وطلبته فلم أجده. قال: وكان باب السطح مغلقا. قال: وكنت فى بعض الأوقات إذا كنت أصنف وأنا فى خلوة أسمع حسا حولى ولا أرى أحدا. قال: وكان منقطعا عن الناس لا يركب إلا إلى درس أو نزهة، وكان يعتكف كل سنة بالجامع الحاكمى، ويحب أهل الخير والفقراء ويعطيهم.
وكذا ترجمه ابن خطيب الناصرية، وابن قاضى شهبة، والمقريزى فى غير سلوكه وآخرون.
كان رحمه الله تعالى مديد القامة حسن الصورة يحب المزاح مع ملازمة الاشتغال والكتابة، حسن المحاضرة جميل الأخلاق كثير الإنصاف، شديد القيام مع أصحابه، موسعا عليه