فى كل مذهب كتابا، وأذن له بالإفتاء فيه. وسمع على السراج محمد بن محمد بن نمير الكاتب، وعلى الحفّاظ أبى الفتح بن سيد الناس، والقطب الحلبى، والعلاء مغلطاى، واشتدت ملازمته له وللزين أبى بكر الرحبى حتى تخرج بهما، وقرأ البخارى على ثانيهما، والحسن بن السديد، وكذا سمع على العرضى ونحوه، وابن كستفدى، والزين بن عبد الهادى، ومما سمعه عليه صحيح مسلم، ومحمد بن غالى، والجمال يوسف المعدنى، والصدر الميدومى وآخرين. وأجاز له المزى وغيره من مصر ودمشق والشمس العسقلانى المقرئ، ودخل الشام سنة سبعين فأخذ عن ابن أميلة وغيره. واجتمع بالتاج السبكى ونوه به، بل كتب له تقريظا على تخريج الرافعى له، ولزم العماد بن كثير فكتب له أيضا. ورافق التقى بن رافع، وقرأ فى بيت المقدس على العلائى جامع التحصيل فى رواة المراسيل من تأليفه، ووصفه بالشيخ الفقيه الإمام العالم المحدث الحافظ المتقن شرف الفقهاء والمحدثين والفضلاء.
واشتغل بالتصنيف وهو شاب، ومن تصانيفه فى الحديث تخريج أحاديث الرافعى فى سبعة مجلدات، ومختصره الخلاصة فى مجلد، ومختصره المنتقى فى جزء، وتخريج أحاديث الوسيط للغزالى المسمى بتذكرة الأحبار لما فى الوسيط من الأخبار فى مجلد، وتخريج أحاديث المهذب المسمى بالمحرر المذهب فى تخريج أحاديث المهذب فى مجلدين، وتخريج أحاديث المنهاج الأصلى فى جزء حديثى، وتخريج أحاديث ابن الحاجب كذلك، وشرح العمدة المسمى بالإعلام فى ثلاثة مجلدات عز نظيره، وأسماء رجالها فى مجلد غريب فى بابه، وقطعة من شرح البخارى، وقطعة من شرح المنتقى فى الأحكام للمجد بن تيمية، وطبقات الفقهاء الشافعية من زمن الشافعى إلى سنة سبعين وسبعمائة، وطبقات المحدثين من زمن الصحابة إلى زمنه، ومنها فى الفقه شرح المنهاج فى ستة مجلدات، وآخر صغير فى اثنين ولغاته فى واحد، والتحفة فى الحديث على أبوابه كذلك، والبلغة على أبوابه فى جزء لطيف، والاعتراضات عليه فى مجلد، وشرح التنبيه فى أربعة مجلدات، وآخر لطيف اسمه هادى النبيه إلى تدريس التنبيه، والخلاصة على أبوابه فى الحديث فى مجلد وهو من المهمات، وأمنية النبية فيما يرد على التصحيح للنووى، والتنبيه فى مجلد، وشرح الحاوى الصغير فى مجلدين ضخمين لم يوضع عليه مثله، وتصحيحه فى مجلد، وشرح التبريزى فى مجلد، وشرع فى كتاب جمع فيه بين كلام الرافعى فى شرحيه ومحرره، والنووى فى شرحه ومنهاجه وروضته، وابن الرفعة فى كفايته ومطلبه، والقمولى فى بحره وجواهره وغير ذلك مما أهملوه وأغفلوه مما وقف عليه من التصانيف فى المذهب نحو المائتين سماه جمع الجوامع، ثم تجدد له بعد ذلك الكثير كالمقنع فى الحديث فى مجلد، والتذكرة فى كراسة، وشرح المنهاج فى عدة شروح أكبرها فى ثمانية مجلدات وأصغرها فى مجلد، والتنبيه كذلك،