للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للمسعودى، أن من معانيها: القصر والخيمة، قال كمال الدين فى تاريخ/ حلب: بات نقفور فى البلاط: أى القصر، وعند الكلام على ملك الروم قال:

أخذ شبل الدولة تاجه وبلاطه.

ومن معانيها أيضا، الرصيف، وفى نفح الطيب للمقريزى (١): أن البلاط يسمى البهو، فيقال: تسعة عشر بهوا، أى: بلاطا. انتهى من كترمير وغيره.

[[سلطنة شجرة الدر]]

وفي خطط المقريزى: أنه لما تسلطن الملك غياث الدين توران شاه بقلعة دمشق، ركب إلى مصر فنزل بالصالحية طرف الرمل لأربعة عشرة بقيت من ذى القعدة سنة ٦٤٧ هـ، فأعلن حينئذ بموت الملك الصالح نجم الدين أبى الفتوح أيوب، ولم يكن أحد قبل ذلك يتفوه بموته، بل كانت الأمور على حالها، والخدمة تعمل بالدهليز والسماط يمد، وشجرة الدر تدير أمور الدولة، وتوهم الكافة أن السلطان مريض، ولا لأحد عليه سبيل ولا وصول، ثم سار منها إلى المنصورة فقدمها يوم الخميس الخامس والعشرين منه، فنزل بالقصر الذى بها، ثم أنه أساء تدبير نفسه وتهدد البحرية حتى خافوه وهم يومئذ جمرة العسكر فقتلوه بعد سبعين يوما من ولايته، وبموته انقضت دولة بنى أيوب من مصر، وكان قتله بإغراء شجرة الدر سرية استاذهم، لأنه كان تهددها وطالبها بمال ابنه، وبعد قتله أقاموا شجرة الدر فى السلطنة وحلفوا لها فى عاشر صفر، ورتبوا الأمير عز الدين أيبك مقدم العسكر، ولم يوافق أهل الشام على سلطنتها، وطلبوا الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز صاحب حلب، فسار اليهم بدمشق وملكها فانزعج العساكر بالقاهرة، وتزوج الأمير عز الدين أيبك التركمان بالملكة شجرة الدر ونزلت له عن السلطنة، وكانت مدتها ثمانين يوما، وملك هو وتلقب بالملك المعز، واتفق رأى الأمراء على إقامة


(١) للمقرى، أحمد بن محمد المقرى التلمسانى. وهو الصواب.