(فائدة): كان بجوار هذا الجامع دار عظيمة تعرف بدار الهرماس ذكرها المقريزى فقال: هذه الدار كانت بجوار الجامع الحاكمى من قبليه شارعة فى رحبة الجامع على يسرة من يمر إلى باب النصر، عمرها الشيخ قطب الدين محمد بن المقدسى المعروف بالهرماس، وسكنها مدة، وكان أثيرا عند السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون له فيه اعتقاد كبير، فعظم عند الناس قدره، واشتهر فيما بينهم ذكره، إلى أن دبت بينه وبين الشيخ شمس الدين محمد بن النقاش عقارب الحسد، فسعى به عند السلطان إلى أن تغير عليه وأبعده، ثم ركب فى يوم سنة إحدى وستين وسبعمائة من قلعة الجبل بعساكره إلى باب زويلة، فعندما وصل إليه ترجل الأمراء كلهم عن خيولهم، ودخلوا مشاة من باب زويلة كما هى العادة، وصار السلطان راكبا بمفرده وابن النقاش أيضا راكب بجانبه وسائر الأمراء والمماليك مشاة فى ركابه على ترتيبهم إلى أن وصل السلطان إلى المارستان المنصورى بين القصرين، فنزل إليه ودخل القبة، وزار قبر أبيه وجده وإخوته، وجلس وقد حضر هناك مشايخ العلم والقضاة، فتذاكروا بين يديه مسائل علمية، ثم قام إلى النظر فى أمور المرضى بالمارستان، فدار عليهم حتى انتهى غرضه من ذلك، وخرج فركب وسار نحو باب النصر والناس مشاة فى ركابه إلا ابن النقاش فإنه راكب بجانبه إلى أن وصل إلى رحبة الجامع الحاكمى، فوقف تجاه دار الهرماس وأمر بهدمها، فهدمت وهو واقف، وقبض على الهرماس وابنه، وضرب بالمقارع عدة شيوب، ونفى من القاهرة. (اه).
[زاوية البقرى]
وبقرب هذا الجامع زاوية البقرى - بين باب حارة العطوف ودرب الشرفا عن يسار الداخل من باب حارة العطوف - وهى صغيرة، وبها منبر نفيس وخطبة، وشعائرها مقامة إلى الآن.
وكانت أول أمرها مدرسة تعرف بالبقرية، أنشأها الرئيس شمس الدين شاكر بن غزيّل (تصغير غزال) المعروف بابن البقرى سنة ست وأربعين وسبعمائة - كما هو منقوش فى الحجر الذى عن يمين المحراب. ولما مات ﵀ سنة ست وسبعين وسبعمائة دفن بهذه المدرسة.