وجعل النظر لنفسه ومن بعده للأرشد من أولاده، ثم/من بعدهم لنسلهم ثم لعتقاء الواقف ثم لعقبهم ثم لأعلم الحنفية بمصر.
وما زاد من الريع بعد المصاريف والعمارات يصرف منه قيراطان على قبة السلطان الحنفى، وقيراطان على قبة سيدى أحمد البدوى ﵁، وقيراطان لسيدى إبراهيم الدسوقى وعشرة قراريط لفقراء الأتراك بالأزهر، وقيراط على المسجونين بالديلم، وقيراطان على مرضى المارستان المنصورى وقيراط على المسجونين بحبس الرحبة، وقيراطان على أعلم علماء الحنفية، وقيراطان على قبة الإمام الشافعى ﵁، انتهى من كتاب وقفيته.
[جامع سنان باشا]
هو بثغر بولاق قرب شاطئ النيل.
وفى كتاب وقفيته: أن منشئ هذا الجامع هو سنان باشا ابن على بن عبد الرحمن.
[ترجمة سنان باشا]
وفى نزهة الناظرين: أن سنان باشا الوزير تولى على مصر مرتين: الأولى فى الرابع والعشرين من شعبان سنة خمس وسبعين وتسعمائة، وعزل فى ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ست وسبعين، ثم عين لفتح اليمن بالوزارة فأرسل عسكرا فى البحر فى نحو عشرين غرابا، وذهب هو برا فى نحو عشرة آلاف مقاتل وعدة من الأمراء، وفتح اليمن على أحسن تدبير وعاد إلى مصر مؤيدا منصورا. وكان تولى بدله بمصر اسكندر باشا فعزل وتولى عليها سنان باشا ثانيا فى أول صفر سنة تسع وسبعين، وعزل فى آخر ذى الحجة سنة إحدى وثمانين وتسعمائة.
ومن محاسن آثاره: حفر الخليج الذاهب إلى الاسكندرية وعمّر فى ثغر بولاق مسجدا وقيسارية وحماما وبالثغر الاسكندرى مسجدا وسوقا وحماما، وشرط نظارة ذلك لمن يكون مفتى الديار الرومية، وعمّر تكية فى طريق الروم وخيراته كثيرة، انتهى.
وفى تاريخ الإسحاقى: أنه ورد عليه أمر شريف بالتوجه إلى فتح بلاد اليمن واسترجاعها من الرنديين العصاة؛ فأخذ معه جماعة من صناجق مصر ولم يرجع من الصناجق أحد واستنقذ اليمن من أيدى العصاة وشتت شملهم وقطع دابرهم، وفى ذلك قيل قصيدة منها: