الأهلى بالجمالية، وما فى صفّه إلى باب الجوّانية - وخلفها بحذاء السور المناخ السعيد، ويجاوره حارة العطوفية.
وكان فى الجهة القبلية من القصر رحبة تعرف برحبة قصر الشوك كبيرة المقدار، أولها من الباب الأخضر الحسينى إلى باب حارة القزازين من شارع قصر الشوك، وكان حائلا بينها وبين رحبة باب العيد خزانة البنود والسقيفة ورحبة اصطبل الطارمة، وكان فى مقابلة قصر الشوك، وكانت هذه الرحبة فضاء ذا سعة عظيمة.
[[حجر تعليم الغلمان، وحارة كتامة، ودرب الديلم]]
ثم إن المعز لدين الله أنشأ أيضا سبع حجر لتعليم الغلمان الحجرية الذين يخدمون منصب الخلافة بالقصر، وكانت هذه الحجر بعد دار الوزارة المقدّم ذكرها فيما بين باب النصر القديم إلى باب الجوّانية، وأنشأ لهم تجاه هذه الحجر اصطبلا بجوار باب الفتوح، بينه وبين رأس مرجوش. وكان ما بين الاصطبل والحجر فضاء متسعا من باب النصر إلى الدرب الأصفر، ومحله الآن الوكائل والحارات التى بين الشارعين.
وهؤلاء الحجرية شبان مختارون من بنى وجهاء الناس، من كل ماهر شهم، معتدل القامة، حسن الخلقة، وكانوا يربّونهم فى هذه الحجر، ويسمون بصبيان الحجر، ويكونون فى جهات متعددة، وكان عددهم نحوا من خمسة آلاف نسمة. وكان لكل حجرة اسم تعرف به، وعندهم سلاحهم وما يحتاجون إليه، ومتى عرف الواحد منهم بالفضل والشجاعة خرج إلى الإمرة والتقدم.
وما زالت هذه الحجر باقية إلى ما بعد السبعمائة، فهدمت، وابتنى الناس محلها الدور وغيرها.
واختط المعز أيضا حارة كتامة للأمراء الكتاميين، فيما بين حارة الباطنية وحارة البرقية، وتعرف اليوم بحارة الدويدارى.
وقبيلة كتامة هى رجال الدولة الفاطمية، التى قامت بنصرة المهدى عبيد الله حتى استقر على دست خلافة المغرب، وبقيت كذلك مدة خلافة ابنه أبى القاسم القائم بأمر الله، وخلافة المنصور بنصر الله اسماعيل بن أبى القاسم، وخلافة معدّ المعز لدين الله بن المنصور، وبهم أخذ ديار مصر لما سيّرهم إليها مع القائد جوهر فى سنة ثمان وخمسين وثلثمائة، وهم أيضا كانوا أكابر من قدم معه من الغرب فى سنة اثنتين وستين وثلثمائة، ولم تنحط درجتهم إلى زمن العزيز بالله نزار، فلما اصطنع الديلم والأتراك، وقدّمهم وجعلهم خاصته،