[(المبحث الثالث فى عدد الأهرام، ومم بنيت، وكيف كان بناؤها)]
قال المقريزى فى خططه:
اعلم أن الأهرام كانت بأرض مصر كثيرة، منها بناحية بوصير شئ كثير، بعضها كبار، وبعضها صغار، وبعضها طين ولبن، وأكثرها حجر، وبعضها مدرج، وأكثرها مخروط أملس، وقد كان منها بالجيزة تجاه مدينة مصر عدة كثيرة كلها صغار، هدمت فى أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، على يد قراقوش، وبنى بها قلعة الجبل، والسور المحيط بالقاهرة ومصر، والقناطر التى بالجيزة، وأعظم الأهرام الثلاثة التى هى اليوم قائمة تجاه مصر.
ثم قال: وقال ابن خرداذبة: إن الهرمين بمصر من عجيب البنيان، وهما من رخام ومرمر، ثم قال: قال فى عجائب البنيان: قد أكثر الناس فى ذكر الأهرام ووصفها ومساحتها، وهى كثيرة العدد جدا، وكلها ببر الجيزة على سمت مصر القديمة تمتد نحوا من ثلاثة أيام. إلى أن قال:
وأما أهرام الجيزة الثلاثة فهى موضوعة على خط مستقيم قبالة الفسطاط، وبينها مسافات كثيرة وزوايا متقابلة نحو الشرق، وإثنان عظيمان جدا فى قدر واحد، وهما متقاربان ومبنيان بالحجارة البيض. وأما الثالث فصغير عنهما نحو الربع، لكنه مبنى بحجارة الصوان الأحمر المنقط الشديد القوة والصلابة ولا يكاد يؤثر فيه الحديد.
وقال أيضا ذكر أبو محمد عبد الله بن عبد الرحيم القيسى فى كتاب «تحفة الألباب»:
إن الأهرام مربعة الجملة، مثلثة الوجوه، وعددها ثمانية عشر هرما فى مقابلة مصر الفسطاط: ثلاثة أهرام أكبرها دوره ألفا ذراع، فى كل وجه خمسمائة ذراع، وكل حجر من حجارتها ثلاثون ذراعا فى غلظ عشرة أذرع، قد