وجميع هذه الأبواب كانت مبنية من أحجار وعمد قديمة، وكان فى أعتابها أعمدة كاملة، فكان فى عتبة كل باب عمود وفى أعلاه عمود يمتد بعرض العتبة.
[مطلب فى الكلام على ضواحى مدينة إسكندرية]
نيكروبوليس: يعنى مدينة الأموات، وكانت خلف السور من الجهة الجنوبية الغربية، ومحلها الآن القبارى مع المكس. وكلمة قبارى تحقق ذلك؛ لأن معناها الدفن، وكانت حدودها من الشمال الغربى الخليج الموصل بين المينا وبحيرة مريوط. وكان بين محل الدفن وسور المدينة بساتين ومنازل تنتهى إلى خليج يوصل ماء النيل إلى المينا-بناء على ما ذكره استرابون-
ومحل اتصال هذا الخليج بالبحر يعرف بباب البحر، وبعده باب العرب؛ وسمى بهذا الاسم لدخول المسلمين منه وقت فتح إسكندرية.
وبإضافة طول الأرض المشغولة بالمقابر إلى طول المدينة، يحصل ١٠٠٠٠ متر، وهو الطول الكلى، وبإضافة هذا الطول إلى نفسه، وإضافة ضعف العرض إليه-وهو ١٥٠٠ متر-يتحصل على محيط المدينة القديمة وهو ١٢٣٠٠٠ متر تقريبا، وهو موافق لما ذكره (بلين) من أنه ١٥ ميلا رومانيا.
ولم يكن هذا المحل خاصا بالقبور، بل كان به أيضا منازل/القسوس المعدة لدفن الأموات، وبسبب كونها تشرف من جهة على البحر ومن جهة على البحيرة، بنى بها كثير من الأهالى منازل وبساتين، وكان هذا المحل-كغيره-مملوءا بالناس، وفيه محلات للبيع والشراء، وكان يعمل به كثير من الموالد يجتمع فيها كثير من الناس.
وبعد الخليج-بقدر ٦٢٠٠ متر-يوجد العجمى، وكان محله الرأس المعروف عند الأقدمين (شيروزنوس) وبينه وبين النهاية القبلية الغربية من جزيرة رأس التين، كانت جميع الصخور الموجودة فى فم المينا، ومنها كانت الثلاثة الأفواه المعدّة للدخول فيها. والبعد بين هذا الرأس وبين سور المدينة ٧٠ أستادة، على ما ذكره (استرابون)، وذلك بالمتر ١١٥٠٠.