الكبير. ولم يزل حتى أمر الملك الناصر محمد بن قلاوون فى سنة أربع وعشرين وسبعمائة بحفره فحفر وأوصل بالخليج الكبير. قال المقريزى: وأنا أدركت آثاره، وفيه ينبت القصب الفارسى، وإنما قيل له الخليج الذكر لأن بعض أمراء الملك الظاهر ركن الدين بيبرس كان يعرف بشمسى الدين الذكر الكركى، وكان له أثر من حفره فعرف به، وكان الماء يدخل إليه من تحت قنطرة الدكة، وكان للناس عند هذا الخليج مجتمع يكثر فيه لهوهم ولعبهم.
(انتهى).
[خليج الذكر]
(قلت): وخليج الذكر هذا كان يمر من بحرى هذه الخطة، فاصلا بين منازلها ومنازل الشارع الموصل إلى قنطرة الليمون، وكانت منازل كوم الدكة تشرف عليه، ونحن أدركنا ذلك وشاهدناه، والآن قد ردم هذا الخليج وصار موضعه طريقا تسلكها العامة، ويتوصل منها إلى جهة الخلاء، وإلى باب الحديد والأزبكية وغيرها، وكان الماء يدخله من الخليج الناصرى، وكان قبل فتح الخليج الناصرى يتصل بخليج فم الخور الذى كان فمة بحرى قصر النيل.
[مطلب معنى لفظ الخور]
وأما لفظ الخور فقد ذكر المقريزى أنه فى اللغة اسم لمصب الماء، وهنا اسم للأرض التى بين الخليج الناصرى والخليج الذى يعرف بفم الخور، وجميع هذه الأرض من جملة بستان ابن ثعلب، وكان يعرف بالخور الصعبى، لأنه كانت به مناظر تعرف بمناظر الصعبى تشرف على النيل.
[ترجمة كريم الدين]
والصعبى هذا هو الشيخ كريم الدين عبد الواحد بن محمد بن على الصعبى، مات فى شهر رمضان سنة ثلاث وستمائة. (انتهى).
(قلت): ويؤخذ من هذا أن أراضى الخور من جملة بستان ابن ثعلب، وقد بسطنا الكلام عليه عند الكلام على شارع الصنافيرى، فليراجع.