ومنها: محمد بن أحمد المنعوت كمال الدين بن ضياء الدين بن القرطبى، نشأ بقنا فتوفى بها سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وكان فاضلا فى العلوم كلها، وألف تاريخا فى مجلدات، وكانت له رياسة ووجاهة، حكى الشيخ أثير الدين أبو حيان، قال: وردت قنا وسمعت عليه من أول مسلم، ومدحته بقصيدة منها:
وبيننا نسبة ترعى وإن بعدت … لكوننا ننتمى فيها لأندلس
[ترجمة الشيخ محمد بن عرفات القاضى]
ومنها: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عرفات القاضى شرف الدين، كان أديبا فاضلا، وتولى الحكم والخطابة بقنا، وله خطب ونظم حسن، ومن نظمه:
إذا عرج الحادى بطيبة أو غنى … أحن إلى الوادى وأصبو إلى المغنى
أهيم فما أدرى أسجع حمائم … أم الغيد بالألحان يشققن لى أذنا
على نائبات الدهر أرجو محمدا … يسارى من اليسرى ويمناى فى اليمنى
مناى من الدنيا زيارة أحمد … وقصدى فى الأخرى شفاعته الحسنى
وكان سريع الكتابة، حتى قيل إنه كتب بمدة واحدة ثلثمائة سطر أو ما يقاربها، وكان شافعى المذهب، حسن الصورة والشكل، توفى ببلده ليلة الاثنين سابع عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وستمائة وقد بلغ تسعا وثلاثين سنة.