للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجامع والخانقاه بالصليبة، والأمير صرغتمش صاحب المدرسة بخط الصليبة أيضا، فكان الأمير طاز يسيره كيف يشاء، وكان هو الذى أجلس الصالح على سرير الملك، فكان للملك الصالح من السلطنة الاسم وللأمير طاز الفعل، فنفرت قلوب بعض الأمراء من ذلك، وقاموا على الأمير طاز، وأرادوا الفتك به، فتعصب بالسلطان ومضى معه لقتالهم، ونودى فى القاهرة بقتل كل من وجد من مماليك الأمراء الثائرين، فقتل منهم فى الحارات وداخل البيوت عدد وافر، ووقع القتال بين الأمير طاز ومعه السلطان، وبين الأمراء الثائرين عند خليج الزعفران وجهة المطرية، فكانت النصرة للسلطان ومن معه بعد أن قتل فى المعركة كثير من المماليك.

وفى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة خرج عن الطاعة بعض نواب المملكة فى البلاد الشامية، وانضم إليهم عدد عديد من الأمراء والعسكر سوى من التف عليهم من العرب والعشائر، فحصلت منهم أمور شنيعة، خصوصا بدمشق، فإنهم نهبوا ضياعها، وخربوا بساتينها، وأفحشوا فى النساء، فقام السلطان، وسار إليهم، وحاربهم، وبدد شملهم، وقتل كثيرا منهم، ورجع منصورا، وزينت له مصر.

وفى سنة أربع وخمسين وسبعمائة خرجت عرب الصعيد عن الطاعة، ونهبوا الغلال، وقتلوا العمال، فخرج إليهم السلطان بنفسه ومعه جميع الأمراء، وكان رؤساء العسكر الأمير طاز، والأمير صرغتمش، والأمير شيخو، فأفنوا كثيرا من العرب، حتى عمل شيخو منها مصاطب ومنارات على شاطئ البحر، وحضروا بنحو سبعمائة أسير منهم قتلوا جميعا بالقاهرة.

وفى سنة خمس وخمسين وسبعمائة منعت اليهود والنصارى من مباشرة الدواوين، وأن لا تزيد عمائمهم على عشرة أذرع، ولا يدخل أحد منهم الحمام إلاّ وفى رقبته صليب، ولا تدخل نساؤهم مع نساء المسلمين، وأن يكون إزار النصرانية أزرق، وإزار اليهودية أصفر، وإزار السامرية أحمر، وأن يلبسوا الخف لونين، كل فردة من لون.

وفى هذه السنة وثب الأمير شيخو العمرى، ومعه جماعة من الأمراء على الملك الصالح، وكان الأمير طاز متغيبا عن القاهرة فى البحيرة للصيد، فهجموا على السلطان، وخلعوه من الملك، وسجنوه بدور الحرم يوم الاثنين ثانى شوال سنة خمس وخمسين وسبعمائة.

***

[مطلب السلطنة للناصر حسن بن محمد بن قلاوون]

وفى يوم خلعه عاد للسلطنة الملك الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون باتفاق الأمراء الحاضرين، فأقام فى الملك ست سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام، وقام عليه مملوكه الأمير