سطوحه خصا أو خيمة. وأقام فى بدء أمره ثلاث سنين فى سطح جامع عمرو ولا ينزل إلا لصلاة الجماعة أو لحضور درس الشيخ يحيى المناوى، وكان يقول: حفظت القرآن وأنا رجل. ويقول:
منذ وعيت على نفسى لا أقدر على جلوسى بلا طهارة قط، وكانت تصيبنى الجنابة فلا أجد للغسل إلا بركة على باب دارنا فى ليالى الشتاء فأفرق الثلج عن وجهها ثم أغطس فيها فأجد الماء من الهمة ساخنا فيها، وكان ﵁ يقول: مجالسة الأكابر تحتاج إلى الطهارة. وقال الشيخ عبد الدائم ابن أخيه: بعت مركب قلقاس من زرع عمى وجئته بثمنها أربعين دينارا فصاح فىّ فرفعتها من بين يديه. وجاءه شخص وهو فى جامع المقسم أوائل مجيئه من بلاد الريف بالشرقية وقال له: إن جماعة يقولون: هذه الخلاوى التى فيها الفقراء لنا. فأمر بنقل دسوت الطعام إلى الساحة التى بجوار سيدى محمد الجبرونى وكمل طبخ الطعام هناك. وكان مدة إقامته فى مصر لا يكاد يصلى الجمعة مرتين فى مكان واحد خوف الشهرة، وكان يكره للفقير أن يغتسل عريانا ولو فى خلوة، ويشدد فى ذلك ويقول: طريق الله ما بنيت إلا على الأدب مع الله تعالى. وكان لا يركب قط إلى مكان إلا ويحمل معه الخبز والدقة ويقول: إن الرجل إذا جاع وليس معه خبز استشرفت نفسه للطعام، فإذا وجده أكله بعد استشراف النفس وقد نهى الشارع عن ذلك. ومناقبه ﵁ لا تحصى، ولما حضرته الوفاة ومات نصفه الأسفل حضرت صلاة العصر، فأحرم جالسا خلف الإمام لا يستطيع السجود، ثم اضطجع والسبحة فى يده فوجدناه ميتا. وذلك فى ربيع الأول سنه اثنتين وعشرين وتسعمائة عن مائة وعشرين سنة، ودفن بجامع المقسم، وصلى عليه الأئمة والسلطان طومان باى، وصار يكشف رجل الشيخ ويمرغ خدوده عليها، وكان يوما مشهودا انتهى.
وما اشتهر من أن أخاه الشيخ عبد القادر بن عنان مدفون معه فى هذا الجامع لا أصل له، ففى الطبقات أنه لما مات الشيخ عبد القادر بن عنان سنة عشرين وتسعمائة دفن ببرهمتوش من بلاد الشرقية وقبره بها ظاهر يزار، وكان يتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار وهو يحصد أو يحرث أو يمشى، وكان سيدى محمد يقول: الشيخ عبد القادر عمارة الدار والبلاد، ووقائعه كثيرة مع الحكام ومشايخ العرب. وكان يقول: كل فقير لا يقتل من هؤلاء الظلمة عدد شعر رأسه فما هو فقير انتهى.
ويعمل لسيدى محمد مولد سنوى وحضرة فى كل أسبوع.
[جامع الأولياء]
هو بالقرافة الكبرى. وكان يعرف بجامع القرافة، قال المقريزى: كان موضعه يعرف بخطة المعافر، وهو مسجد بنى عبد الله بن مانع بن مورع يعرف بمسجد القبة، قال القضاعى: