وهو كما فى طبقات الشعرانى: الشيخ حسن التسترى تلميذ الشيخ يوسف العجمى وأخوه فى الطريق، جلس للمشيخة بعده فى مصر وقراها، وقصدته الناس من سائر الأقطار، وكان ذا سمت بهى وكمال فى العلم والعمل، وانتهت إليه الرياسة فى الطريق. وكان السلطان ينزل إلى زيارته، فلم يزل الحاسدون من أرباب الدولة وغيرهم بالسلطان حتى غيروا اعتقاده فيه وهمّ بحبسه أو نفيه، فأرسل الوزير إلى زاويته ليسد بابها، وكان الشيخ خارج مصر فى المطرية هو والفقراء، فرجعوا فوجدوا الباب مسدودا. فقال الشيخ: من سد هذا الباب؟ فقالوا: سده الوزير فلان بأمر السلطان. فقال: ونحن نسد أبواب بدنه وطيقانه. فعمى الوزير وطرش وخرس، وانسد أنفه عن خروج النفس وقبله ودبره عن البول والغائط فمات الوزير، فبلغ ذلك السلطان فنزل إليه وصالحه وفتح له الباب، وكان عسكر السلطان كله قد انقاد له-﵁-وكراماته وخوارقه شهيرة. توفى ﵀ سنة سبع وتسعين وسبعمائة ودفن بزاويته فى قنطرة الموسكى على الخليج الحاكمى بمصر المحروسة. انتهى باختصار.
[جامع تغرى بردى]
ويعرف أيضا بجامع المؤذى وهو بشارع الصليبة بين سبيل أم عباس وجامع الخضيرى عن يمين الذاهب إلى الحوض المرصود برأس درب جميزة. منقوش على بابه فى الحجر: ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ﴾ … الآية. وبه ليوانان بأحدهما المنبر والمحراب، وبينهما صحن مسقوف بوسطه شخشيخة من الزجاج تجلب النور والهواء، وبدائر السقف إزار خشب مكتوب فيه بالليقة الذهب آيات قرآنية، وبدائر صحنه نقوش فى الحجر فيها آيات قرآنية أيضا، وبه ضريح منشئه تغرى بردى عليه قبة بيضاء، وله منارة ومطهرة، وبأسفله من الجانبين حوانيت تابعة لوقفه، وعلى واجهته الغربية مكتب صغير، والنظر فيه لديوان عموم الأوقاف، وهو مقام الشعائر تام المنافع، وكان أول أمره مدرسة فيها خطبة وصوفية.
[ترجمة تغرى بردى]
وتغرى بردى هو كما فى الضوء اللامع للسخاوى: الأمير تغرى بردى الرومى البكلمشى كان دوادارا كبيرا نالته السعادة فعمر مدرسة حسنة فى طرف سوق الأساكفة بالشارع قريبا من صليبة جامع ابن طولون، وجعل فيها خطبة ومدرسا وشيخا وصوفية، ووقف عليها أوقافا كثيرة غالبها مغتصب، وقرر فى مشيختها العلاء القلقشندى وكان قد اختص به، وأول ما أقيمت الجمعة بها فى شوال سنة أربع وأربعين وثمانمائة.