للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الآطيا]

هذه المدينة كانت تسمى قديما لوسين وكان اللاتينيون يسمونها جونون والآطيا اسم يونانى، وهى التى محلها الآن قرية صغيرة تعرف بالكاب على الشاطئ الأيمن للنيل بالصعيد الأعلى قبلى مدينة أدفو على بعد فرسخين منها، وبقربها تلال قديمة وآثار من المدينة العتيقة، وفى زمن دخول الفرنساوية ديار مصر كان جزء من أرضها التى كانت تزرع فى الأيام السابقة قد غطى بالرمال، بسبب ضياع الترع والأشجار التى كان المصريون يستعينون بها فى الأزمان الماضية على منع الرمال من التعدى على أرض الزراعة، وكان لا يزرع فى ذاك الوقت إلا الجزء المجاور لمجرى النيل، وكانت جميع هذه الأراضى مستوية ويحدها الجبل، وكان يشاهد هناك سور مربع الشكل يشبه قلعة وفى وسطه أعمدة وبعض حيطانه فى غاية من الغلظ، وبين أرض المزارع والصحراء طريق من قرية الكاب إلى قرية المحامد، وفى وسط المسافة بين السور المربع وقرية المحامد معبد صغير منعزل، وعلى بعد منه يرى كوم من الحجارة فى صورة باب جسيم.

وفى الجبل مغارات وحفر تدل على أن المدينة كانت بالقرب منها؛ لأن المصريون كانوا ينحتون من الجبال قبورا لأمواتهم ويأخذون حجارتها لبناء مساكن أحيائهم، وكانت مساكن الأحياء فى الغالب فى طول مجرى النهر وعلى شاطئه، كما أن مساكن الأموات كانت ممتدة فى طول سير الجبل وفى حدود الصحراء، والسور السابق الذكر مبنى من اللّبن الكبير، وطول ضلعه ستمائة وأربعون مترا وارتفاعه تسعة أمتار، وسمكه أحد عشر وخمسة أجزاء من مائة من