للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فوريقتها أربع عصارات جيدة فرنساوية يتحصل بها كل يوم من أيام دورانها سبعمائة قنطار سكر أبيض وخمسمائة وخمسون قنطارا سكر أحمر نمرة اثنين وخمسون قنطارا سبيرتو.

[(بوقير)]

بموحدة فى أوله مضمومة فواو فقاف فتحتية فراء قرية صغيرة من مديرية البحيرة تبع الاسكندرية واقعة على ساحل بحر الروم فى طرف الرمل وبها قلعة منيعة وبقربها السد المشهور بسد بوقير وهو من البناء المتين المصنوع من الدبش والمونة فوق خوازيق من الخشب الكبير، وهو من الآثار القديمة التى كانت تتعهد صيانتها الملوك لوقاية أراضى مديرية البحيرة وبلادها من سطوة ماء المالح، وهو إلى الآن من الأمور المعتنى بها وموكل به مهندس يقيم عنده لملاحظة ما عسى أن يحصل فيه وفى كل سنة ينبه الحكومة عما يلزم له من المرمة والأعمال قال فى كتاب الروضة الزاهرة فى أخبار مصر وملوكها الفاخرة:

قال ابن عبد الحكم وغيره من أصحاب التواريخ كانت امرأة المقوقس لها بساتين كلها كرم وتسمى البحيرة شرقى الخليج إلى حدّ رشيد وكان طولها مسافة يوم وكانت تأخذ بخراجها من الفلاحين خمرا فكثر الخمر عندها حتى ضاقت به ذرعا/فقالت لفلاحيها لا حاجة لى بالخمر فاعطونى مالا قالوا لها ليس عندنا مال إلا الخمر فاغضبوها فأرسلت إلى عامل تلك الناحية أن يطلق عليهم البحر المالح، فأطلق عليهم البحر من ناحية بوقير فغرقت تلك الأراضى كلها وجار الماء على تلك الأراضى فصارت بحيرة يصاد منها السمك وكان يدخل إليها الماء من قبلى بوقير ويخرج منها إلى بحيرة دونها من خليج عليه مدينتان، أحداهما تسمى مدينة الجدية والأخرى تسمى اتكو، ويدخل إلى هذه البحيرة خليج من النيل يسمى الحافر طوله نصف يوم، وهو كثير الطير والعنب والعشب، ثم انقطع الماء عن هذه البحيرة فى أيام محمد بن مدبر عامل مصر من قبل الوليد بن عبد الملك بن مروان وبقيت الأراضى كلها سباخا لا نبات فيها.

قلت ويستفاد من كلام المؤرخين أن هذه الأرض كانت تزرع جميعها، وكان بها البساتين النضرة وإلى الآن تشاهد آثار المدن القديمة التى كانت هناك، وهى التلال التى بداخل بحيرة إتكو وخارجها ويؤخذ أيضا من كلام المؤرخين أن الاقدمين كانوا